MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers





السياسة الحكومية للتوظيف بالمغرب

     




محمد بوكطب :-اطار بوزارة الداخلية؛
باحث في صف الدكتوراه، مخبر العلوم القانونية والسياسة والادارية بكلية الحقوق بوجدة،
تخصص التدبير الاستراتيجي للموارد البشرية بالادارة والمقاولات.



للإطلاع على هوامش الدراسة و الجداول المرفقة بها يرجى الولوج عبر النسخة المرفقة أسفل هذه الصفحة

 السياسة الحكومية للتوظيف بالمغرب

مــــــــــــــقـــــــــدمـــــــة:

يعد المغرب من بين الدول التي شهدت قيام ملكية حاكمة، تمارس سلطات فعلية في صناعة السياسات العامة، بحكم استثمارها لمشروعيتها التاريخية والدينية، والتي تجعل من الملك قائد الأمة الممارس للحكم والسلطة، وذلك بحكم استمرار الملك في منصبه وخبرته وتجربته، واحتكاكه الدائم والمستمر بمختلف الملفات والقضايا الدولية والوطنية.
إذن، تعتبر التوجيهات التي يقدمها الملك للحكومة إثر تعينها بمثابة عرف ووسيلة عمل، حيث أصبحت عادة متبناة منذ الحكومات الأولى، بحيث يعمل على تقديم خطاب أو توجيهات عند تشكل كل حكومة.
وعليه،فقد حدد الملك محمد الخامس رحمه الله في خطابه يوم 12 ماي لحكومة أحمد بلافريج 1958التوجهات الكبرى التي ينبغي إتباعها، ورسم معالمها، حيث قال :"كما خصصنا وقتا آخر لدراسة المذكرات التي رفعت إلى جنابنا، فأعانتنا على تحديد الاتجاه العام لسياسة الدولة، التي نكل إليكم وضع برنامجها على ضوء التوجهات التالية، نود أن تصرف عناية بالغة إلى التعليم... كما نود أن ننظر من جديد في مبنى الجهاز الإداري..." .
وعند تعيين حكومة عبد الله إبراهيم في 24 دجنبر 1958، حدد الملك محمد الخامس رحمه الله مهامها في مجموعة من الأهداف ، تمثلت فيما يلي:" متابعة تطبيق البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية... واتخاذ التدابير اللازمة لتشغيل أكثر ما يمكن من اليد العاملة وإيجاد الوسائل العملية لتنفيذها..." .
إن التعليمات الملكية إذن، تبرز بشكل واضح في مختلف الخطب الموجهة إلى الحكومة، المشكلة خلال التسعينات، حيث أصبحت نبراسا وطريقا تهتدي بهداها، وتسير وفق تصوراتها. ولقد حدد الملك الحسن الثاني رحمه الله مهام حكومة محمد كريم العمراني يوم 11 نونبر 1993 في الاتي :"وأريد هنا أن أكرر أنه لابد من أن نخرج في برامجنا من الروتينية ولابد من أن نأتي بشيء جديد لا بكل الأشياء الجديدة، ولكن بشيء جديد مع المحافظة على ثلاث نقاط فقط: العجز المالي الذي لا يمكن أن يفوق 1.05، ومراقبة التضخم المالي مراقبة شديدة، وتشغيل وتكريم المواطن المغربي بالاستثمارات والعمل اليومي لا بالصدقة" .
اذن يتضح مما سبق، بأن كثافة التعليمات الملكية التي تبرز في مناسبات مختلفة، تعتبر وسيلة لتأطير ورسم السياسة الحكومية، ومنهاجا رئيسيا للعمل الحكومي الذي يظل محكوما ماديا ومعنويا بالتصور الذي يرسمه الملك.
ويعد تقديم البرنامج الحكومي لحظة سياسية هامة في الحوار بين البرلمان والحكومة، ففي خطاب تعيين حكومة عبد اللطيف الفيلالي يوم 27 فبراير 1995 ركز الملك الحسن الثاني رحمه الله على ضرورة الحوار والمناقشة، حيث قال :"وكونوا، دون أن تدخلوا في الجدل العقيم ومع الاحتفاظ بكل ما يجب للمقام في تدخلاتكم في البرلمان، رجال حوار ومناقشة، ولكن مناقشة لا تخرج عن طريق الأدب وحسن المعاملة، ودافعوا عن سياستكم باقتناع وإقناع" ، حيث يتيح لهذه الأخيرة عرض نواياها التي تعتزم القيام بها في مختلف الميادين. كما يسمح للبرلمان بمناقشة مختلف النقط الواردة في التصريح الحكومي سواء بالدعم أو بالانتقاد .
إذن، منذ حصول المغرب على استقلاله اتسعت الإدارة بشكل أفقي وعمودي، إلى حد لم يكن من الممكن تصورها في أوائل القرن العشرين . وباعتبار العنصر البشري أهم مكونات الإدارة، بل ومحركها الأساسي، فإن الأمر يستلزم أن تعمل على ترشيد استعمال ما تتوفر عليه من إمكانيات بشرية وتوظيفها التوظيف الأمثل، لأنها تستمد قيمتها من قيمة الأشخاص المضطلعين بمسؤولياتها. فمهما بلغت من تطور من ناحية الإمكانيات المادية، فإنه لابد من تزويدها بالعناصر البشرية المؤهلة .
إن السياسة الحكومية في ميدان التوظيف،كانت حاضرة في أجندة الحكومات الأولى بعد الاستقلال، وقبل ذلك في تصورات الملك، وخطبه الموجهة إلى الحكومة، حيث حدد لها الاهتمام بقطاع الوظيفة العمومية، ومحاولة إعادة النظر في تركيبة البنيات التنظيمية، والأجهزة الإدارية ومغربتها.
وعليه، تمكنت الإدارة من استيعاب أكبر عدد ممكن من الطاقات البشرية، وبالتالي سد الفراغ الناتج عن مغادرة الموظفين الأجانب للإدارة من جهة. ومن جهة ثانية، يرجع ذلك إلى تزايد وتنامي أعداد السكان التي فرضت على الدولة ضرورة التدخل في شتى الميادين لتلبية حاجياتهم.
إلا أن هذه السياسة المعتمدة والتي تبناها المغرب في هذه الفترة،لم تكن مبنية على تخطيط وإستراتيجية محددة، بل عملت على إرضاء رغبات الأحزاب السياسة لكسب ودها وتأييدها من جهة، واعتبار الإدارة آنذاك هي المشغل الوحيد من جهة ثانية، خصوصا وأنها لم تفرض أي شروط في عملية التوظيف.
إن إحداث البنيات الإدارية المغربية لم تحكمها شروط عقلانية وتدبيرية، بل كان الغرض منها هو نقل نموذج إداري من دولة ما، دون الأخذ بعين الاعتبار ضرورة ملاءمتها مع شروط وحاجيات المجتمع.وفي الغالب الأحيان فإن الشخص الذي خلقت من أجله هذه البنية الإدارية لا تنسجم معه القاعدة الأساسية:"الرجل المناسب في المكان المناسب" .
لذلك دخل المغرب عهد جديد، و ذلك منذ إصداره للنظام الأساسي العام للوظيفة العمومية في 24 فبراير 1958. فبحكم هذا النظام المبني على قواعد نظامية وتنظيمية، فإن الموظف أصبح في ظل أحكامه يتمتع بحقوق وتترتب عليه التزامات.
إذن، أخد المغرب بنظام المهنة الدائمة من خلال ما أقره الفصل الثاني من النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية :"يعد موظفا كل شخص يعين في وظيفة قارة و يرسم في إحدى رتب السلم الخاص بأسلاك الإدارة التابعة للدولة". و يمكن من خلال التعريف استنتاج ما يلي:
 أن سلطة التعين في الوظائف القارة هي مقيدة بشرطين أساسين: أولهما توفر شروط التعين الخاصة بأسلاك الإدارة، و ثانيهما وجود منصب شاغر طبقا للقانون المالي. والجدير بالملاحظة هنا أن الموظف المعين في الوظيفة لا يتوفر على حق الموافقة أو الرفض بالنسبة لقرار التعيين. وقد أكد ذلك الفصل 24 أنه :"يتعين على كل مرشح أذن الوزير المختص بتوظيفه أن يجعل نفسه رهن إشارة الإدارة فيما يتعلق بتسمية و تعيين مقر وظيفته و إذا امتنع من الالتحاق بالمنصب المعين له يحذف من قائمة المرشحين الموظفين بعد إنذاره".
 الترسيم في وظيفة قارة: إن الترسيم هو الإجراء الذي يوضع الموظف بموجبه في درجة معينة من درجات التسلسل الوظيفي. وهذا الترسيم يخوله صفة موظف.
 علاقة نظامية بين الموظف والدولة: وهذا العنصر أقره الفصل الثالث من النظام العام الأساسي للوظيفة العمومية، فعلاقة الموظف بالدولة تعتبر علاقة نظامية، فالموظف يعتبر في مركز تنظيمي ولائحي إزاء الدولة.

الإشكالية المطروحة:

وعليه، فإن هذا الموضوع يحاول معالجة إشكالية أساسية وهي ما مدى فعالية السياسات الحكومية في ميدان التوظيف؟
هذه الإشكالية الرئيسية قد لا تكتمل أبعادها، ودلالاتها دون طرح بعض الأسئلة التفصيلية التي تخترق بشكل أو بآخر مختلف محاور هذا الموضوع، وذلك من قبيل:
كيف تعاملت الحكومة المغربية إبان الاستقلال مع مشكلة فراغ الموظفين الأجانب من الإدارة المغربية؟ هل هذه المعالجة كانت سليمة وممنهجة؟ أم أنها تمت بطريقة عشوائية ؟
خطة البحث:
إن الإجابة عن الاشكالية المطروحة أعلاه، يجعلنا نقسم هذا الموضوع إلى مبحثين: الأول سياسة التوظيف بعد الاستقلال، عبر ذكر سيرورتها الزمنية، أما الثاني فخصصناه لسياسة التخطيط للتوظيف.

المبحث الأول: سياسة التوظيف بعد الاستقلال

ألقى الاستقلال على الدولة الحديثة عدة مسؤوليات ومهام يستحيل القيام بها على أحسن وجه وفي وقت واحد، وبإمكانيات محدودة بشريا (المطلب الأول)، ولذلك عمدت الدولة والإدارة المغربية إلى نهج سياسة توظيفية ظرفية عشوائية من أجل تدارك الفراغ الإداري. بالإضافة إلى مغربة النصوص القانونية، بهدف ضمان استمرارية المرافق العمومية (المطلب الثاني).

المطلب الأول: واقع التوظيف بعد الاستقلال

إن الجهاز الإداري الذي اعتمدت عليه الدولة،لم يكن قادرا على تلبية حاجيات السكان بسبب خصوصيته التقليدية في بنياته، وعدم ملاءمة مساطيره وافتقاره إلى الأطر المؤهلة. ففي ظل تلك الشروط كان من اللازم على الدولة أن تتدخل وتبتدئ ببناء جهاز إداري وطني لإقامة وتدعيم أسس سلطة الدولة الوطنية، لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
ولقد ترتب على تزايد تدخلات الدولة بهدف رفع وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين، تضخم في عدد الأعوان بصفة ملحوظة، فأصبح من واجب الدولة رسم سياسة عامة لضمان حسن اختيار الموظفين، وتعيينهم، ورسم سياسة واضحة لمرتباتهم، وتقييم إنتاجهم، والسهر باستمرار على سلامة تطبيق هذه السياسة . و بالتالي، فقد تم تفعيل تلك السياسة عبر النظام الإداري، حيث تم في 24 فبراير 1958 تبني النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية. ذلك القانون الذي أعد مشروعه الأمين العام للحزب الشيوعي آنذاك ، شكل ثورة قانونية في مجال الوظيفة العمومية المغربية حيث مكن من إقرار وضعية قانونية نظامية وقارة، من حيث علاقة الموظفين بالإدارة، وقضى على التشريعات التي لا تتفق والمبادئ الأساسية الحديثة للتوظيف، كالمؤهلات العلمية والكفاءات والخبرة اللازمتين لتسيير إدارة الدولة بالفعالية المطلوبة .
إن مجرد إستقراء القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية المغربية المنظم بظهير 24 فبراير 1958، يتضح من خلاله أن المغرب يسير في نفس الإتجاه الذي سارت عليه الدول المتقدمة، وخصوصا فرنسا التي تأثر بها كثيرا . الشيء الذي أفضى إلى التشابه بين طبيعة التوظيف السائد في البلدين، ومنها:
1- التوظيف في ظل النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية يتم من طرف الإدارات المركزية التي تسهر على تطبيق قواعد شغل الوظائف العمومية. كالإمتحانات والمباريات بأنواعها الداخلية والخارجية من أجل تولية مناصب شاغرة، وفقا لقانون واحد وموحد، ولإجراءات التوظيف.
2- التوظيف في النظام المغربي مطبوع بإهتمامه بشخص الموظف بذاته فيما يتعلق بمؤهلاته الدراسية وحقوقه ومركزه الوظيفي، وغير ذلك من الحقوق والواجبات.
3- يتسم التوظيف في ظل النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية بطابع الديمومة، وذلك تماشيا مع رغبة المشرع في خلق نوع من الإستقرار الوظيفي للموظفين العموميين.
4- إن من مميزات التوظيف بالمغرب إرتكازه على الجانب المالي كما هو سائر في مختلف الدول التي تأخذ بالنظام المغلق في ميدان الوظيفة العمومية، وهذا يفيد إصباغ منصب الشغل بالصبغة المالية عوض تحديد المهام .
وبما أن الموظف العمومي أصبح وجوده ضرورة حتمية في حياة الدولة، لكونه المفكر والمساعد الأيمن، والعامل المنفذ، فإن أهميته فرضت إصدار قوانين وتشريعات تقرر الشروط اللازمة لحسن إختيار وإنتقاء الموظفين ، لضمان أجودهم داخل الإدارة .
وبعد صدور ذلك النظام، تم إحداث جهاز إداري للوظيفة العمومية بموجب ظهير 14 يناير1959 ، يسهر على تطبيق مقتضياته، ويعمل على توحيد وتنسيق آليات التسيير الإداري، ويتكفل بمهام إصلاح وتحسين أساليب العمل الإداري .
وعليه، لم تقتصر سياسة المغربة على العنصر البشري، بل امتدت لتشمل كذلك النصوص القانونية التي تحكم الوظيفة العمومية بالمغرب. إذ شكلت خطوة ضرورية من أجل ضمان تسيير دواليب الدولة، وإخضاع الموظفين لنص موحد بدل النصوص العديدة والمتناثرة التي خلفتها الحماية.
كما جسد صدور ظهير 008-58-1 الصادر بتاريخ 24 فبراير 1958 مظهرا من مظاهر استكمال سيادة المغرب، وتزكية استقلاله السياسي الذي حصل عليه سنة 1956، لأنه جاء كقاعدة لينظم العلاقات القانونية التي تربط الإدارة المغربية الفتية آنذاك، بمختلف الموظفين الذين تحتاج إليهم، للإشراف على تسيير مختلف أجهزتها الإدارية الحديثة. والذين كانوا من اللازم أن يخلفوا موظفي سلطات الحماية الفرنسية في تلك الفترة .

المطلب الثاني: التوظيف ما بعد الفترة الانتقالية

سبقت الإشارة، إلى أن الإصلاح الإداري تمثلت مظاهره الأولى في صدور ظهير 24 فبراير 1958 بمثابة النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، والذي تمثل المشرع عند وضعه للنموذج الفرنسي . ومن أهداف ذلك النص القضاء على الاختلاف الذي كانت تعرفه الأوضاع النظامية للموظفين خلال عهد الحماية: (أطر مختلطة تخص الفرنسيين، وأطر خاصة بالمغاربة وأطر ملحقة بالإدارة المخزنية) .
وبالتالي، اهتمت الدولة بالتصدي لمشكلة تعويض الفراغ الإداري، وذلك بخلق نظام أساسي يهدف إلى تكوين الأطر ورفع مستواها المهني. حيث تم إحداث مراكز للتكوين الإداري بهدف إعطاء بعض الموظفين نوعا من التكوين الموجه، خاصة للتسيير بالنسبة للأطر المتوسطة والصغرى، كما اهتمت الدولة بتكوين الأطر العليا.
ولقد لعبت المدرسة الإدارية المغربية دورا كبيرا في تكوين الأطر العليا الإدارية،وبعثت الدولة في نفس الوقت عددا كبيرا من الأطر للخارج قصد التكوين .
ورغبة من وزارة التربية الوطنية في أن يتوفر رجالها على الكفاءة الكاملة، فقد نظمت تداريب تربوية، ورحلات دراسية، وتبادلات ثقافية دولية وتجمعات لتحسين تكوين هؤلاء الموظفين داخل المغرب و خارجه.
وعليه، فقد تم تكوين 2837 معلما من ذوي الثقافة المزدوجة حتى يمكن تعويض الموظفين الأجانب الذين يعلمون اللغة الفرنسية، تنفيذا للخطة المتبعة قصد مغربة الإطارات.
لقد كان عدد الموظفين المغاربة سنة 1959 يشغلون 9044 من بين 12485 وظيفا، بينما كان عدد الوظائف التي يشغلها الأجانب 3341. وفي نفس السنة، تم تخصيص إدارات المدارس للمرشحين المغاربة وحدهم، بينما كان عدد إدارات المدارس الابتدائية التي كان يسيرها موظفون أجانب تبلغ 683 في سنة 1957، في حين أصبح عدد المديرين الأجانب لا يتجاوز 293 في سنة 1962 . ولقد نتج عن الزيادة الملموسة في عدد الموظفين إعطاء وجه جديد للوظيفة العمومية و لسياسة التوظيف، حيث وجدت الإدارة نفسها أمام ضرورة احترام المبادئ التي نص عليها النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية،وتكييفها مع المعطيات الجديدة للتسيير الإداري.
وعليه،فقد تم اتخاذ عدة تدابير واعتماد عدة ظهائر ومراسيم ، للأخذ بعين الاعتبار ضرورة ضبط سياسة التوظيف بالإدارات العمومية .
وإن أهم ما يمكن تسجيله خلال تلك الفترة في ميدان الإصلاح الإداري، هو ما يسمى بـ "إصلاح نظام الأطر"، خصوصا وأنه على مدى الأربع سنوات التي تلت الاستقلال،لم يكن الاهتمام بالمستوى الثقافي أمرا إلزاميا عند التوظيف، لذلك كان لابد من التركيز على التكوين، وعلى بناء الهياكل القانونية للوظيفة العمومية.
ويبدو أن السيد أمحمد بوستة لم يستطع القيام بذلك الإصلاح، أو ربما واجه بعض الصعوبات، فقد وجه منشورا بتاريخ 11 غشت 1960 يطلب فيه من باقي الوزارات موافاة وزارته بمشاريع حول الأنظمة الأساسية لموظفيها.
لكنه لم يتلق أجوبة كافية، مما اضطر إلى توجيه منشورا جديدا بتاريخ 10 شثنبر 1960 ألح فيه على ضرورة الإسراع بتهيئ تلك المشاريع، مؤكدا أن وزارته اتخذت كل الإجراءات لإلغاء النظام الاستثنائي للتوظيف،والدخول ابتداء من 1 يناير 1961 في برنامج لإصلاح الهياكل الإدارية .
وإذا كانت الدولة تتجه نحو التدبير الجيد لمواردها البشرية،خصوصا بعد رحيل الأجانب، فكان عليها في المقام الأول أن تهتم بالمستوى الثقافي للموظفين لإقرار المباراة. لكن العكس هو الذي حصل، حيث تم إصدار مرسوم متعلق بالنظام الأساسي الخاص بأسلاك الإدارة المركزية والموظفين المشتركين بالإدارات العمومية ، الذي ألغى التوظيف الاستثنائي الذي قد أشار إليه، وأقر التوظيف بناء على المباراة دون مراعاة للمستوى الدراسي العالي في التوظيف، وهو بذلك يكرس دونية المستوى في تقلد الوظائف الإدارية.
إن المرسوم الجديد، جاء ليسن قاعدة يمنع فيها التوظيف الاستثنائي ويقرالمباراة كأسلوب جديد للتوظيف.في حين كان على المرسوم أن ينساق مع التوجهات الكبرى للدولة،ومع سياسة التوظيف المبنية على الكفاءة والخبرة،والتي أقرتها الدولة من خلال السياسات العامة.
وعليه، فإن مختلف المبادرات الإصلاحية التي حدثت طوال الأربع سنوات الأولى للاستقلال، لم تحظ بالدعم الكافي نحو تنمية إدارية حقيقية بسبب غلو البيروقراطية السلبية، وتواضع نسبة الاستثمار في العنصر البشري العامل في الإدارة .
ومن مسبباته، النظرة إلى نفقات التعليم كعبء التي اقتضت شرعية التقليص من فرص الولوج إلى المستويات العليا. حيث تم خلق أسلاك دنيا في الوظيفة العمومية، شكلت أكثر من ثلثي المناصب في مجموعها. من هنا،لم تفرض المنظمات الإدارية هرميتها بشكل مستقل كما في النموذج الوبيري البيروقراطي، بل إن النظرة إلى التعليم كعبء ، هي التي فرضت تلك الهرمية المتميزة بتضخم كبير في القاعدة،على حساب المستويات الأخرى. ومعنى ذلك أن الإدارة ستشكو من تضخم في وظائف التنفيذ على حساب وظائف التصور والتخطيط ، نظرا لضآلة العنصر البشري اللازم للقيام بها .

المبحث الثاني:سياسة التخطيط للتوظيف

لقد كان من هدف المخطط الثلاثي (1965- 1967)، والتصريح الحكومي المقدم أمام البرلمان، هو إعداد البنية التحتية للتنمية وتكوين الأطر لتعويض المغادرين الأجانب للإدارة الوطنية الفتية (المطلب الأول). لذلك، فإن المخطط الخماسي (1968 -1972) سعى إلى تجاوز تلك الوضعية ولو نسبيا، وذلك بإقراره للنصوص القانونية المنظمة لسياسة التوظيف على وجه الخصوص، بارتكازه على المباراة كأسلوب وقاعدة عامة، بدل التوظيف المباشر الذي اعتبر استثناءا (المطلب الثاني)، والذي لا يتناسب مع توجهات الدولة.
إن الإنعاش الاقتصادي الذي عرفه المخطط الخماسي (1973-1977) انعكس بدوره على إنشاء المرافق العمومية، وبالتالي الزيادة في أعداد الموظفين (المطلب الثالث)، نتيجة ارتفاع أسعار الفوسفاط وانتعاش الاستثمار. لكن سوء التدبير والظروف الاقتصادية والطبيعة التي عرفها المخطط الثلاثي (1978- 1980) أثرت على سياسة التوظيف خاصة وعلى الاقتصاد بصفة عامة (المطلب الرابع).

المطلب الأول: توجهات المخطط الثلاثي (1965-1967)

بعد وضع أول دستور سنة 1962، عرفت البلاد أول تجربة انتخابية تشريعية بتاريخ 7 ماي 1963 حيث تم انتخاب مجلس النواب، ثم مجلس المستشارين بتاريخ 4 أكتوبر 1963.
وقد اجتمع البرلمان لأول مرة بمقر كلية العلوم بالرباط يوم الاثنين 18 نونبر 1963 ، وانتخب بعد ذلك السيد عبد الكريم الخطيب رئيسا لأول مجلس نواب مغربي يتكون من 144 عضوا، في حين انتخب السيد لمفضل الشرقاوي رئيسا لأول مجلس للمستشارين يتكون من 128 عضوا .
وبتاريخ 11 يناير1964 تقدم السيد أمحمد باحنيني ببرنامج حكومته الذي استمر نقاشه أحد عشر يوما. وبحكم خصوصية تلك الفترة، فقد واجهت الحكومة مشاكل سياسية لا طائل لها،ناتجة في مجملها عن المواجهات التي عرفها أول برلمان مغربي .
فمن خلال نظرة مبسطة، يبدو أن الإدارة المغربية لم تحتل حظا كبيرا في أول برنامج حكومي، ذلك الوضع انعكس على الميزانية التي كانت تقشفية، وعلى المخطط الثلاثي الذي إرتكز بدوره على الفلاحة والسياحة وتكوين الأطر.
لكن، إذا تفحصنا ذلك البرنامج، فسنجده يتضمن بعض الإشارات والتلميحات إلى الإدارة، وجعلها في صف واحد مع القضاء، من خلال تصريح السيد امحمد باحنيني حين قال :"ولئن كانت المشاكل الإدارية تشغل بالنا، فللقضاء منزلة الصدارة في أنفسها..." .
في تلك الفترة لم يعمر برلمان بالمغرب مدة طويلة، إذ بدأ أعماله في 18 نونبر 1963 وأوقف على إثر إعلان حالة الإسثتناء يوم 7 يونيه 1965. أي أنه لم يدم سوى سنة ونصف، ناقش فيها ميزانيتي 1964 و1965 والتي عبرت الحكومة عن الإرادة التقشفية في برنامجها، خصوصا وأن العجز في الميزانية كان مرتفعا في سنة 1964 .
ولقد تقدمت حكومة السيد امحمد باحنيني بالمخطط الثلاثي(65-67) الذي لم يتضمن بدوره أية إجراءات تخص الإصلاح الإداري، باستثناء جانب تكوين الأطر الذي يهم التعليم بشكل مباشر، وله علاقة بالرغبة في تزويد الإدارة بأطر كفأة .
وعليه، وأثناء مرحلة المخطط الثلاثي سوف لا يتم توظيف المعلمين إلا في إطار المقاعد الشاغرة، عقب ذهاب بعض المعلمين أو نتيجة مغربة بعض الدروس، أو عند الانتقالات أو بسبب وفاة رجال التعليم، إذ بلغت عدد التوظيفات الجديدة 1800 توظيفا.
وامتاز المخطط الثلاثي بوضع سياسة ترمي إلى تحسين تكوين رجال التعليم،الذين يعملون في إطار التعليم حتى تتقوى معلوماتهم ويرتفع من جراء ذلك مستوى التعليم الابتدائي. وعليه بلغ عدد المعلمين في المخطط الثلاثي ما يلي:

للإطلاع على المخطط يرجى الولوج عبر النسخة المرفقة أسفله

لقد أكدت الوثيقة الدستورية، ولاسيما النصوص المتصلة بالسلطة التنفيذية على وضع الإدارة رهن إشارة الحكومة. وهو ما يوحي وضعها خارج الصراع السياسي،خصوصا وأن الفترة الموالية للاستقلال شهدت صراعا حادا على السلطة وعلى مراكز القرار والنفوذ.
ولتفادي استئثار أطراف النزاع بالإدارة التي قد تخل بالتوازنات الداخلية للنظام السياسي، فلقد تم وضعها تحت إشارة الجهاز التنفيذي الذي يعينه الملك لتمارس مهامها التنموية في حياد واستقلالية تامة .
إن الأوضاع السيئة التي آلت إليها البلاد في تلك الفترة، جعلت الإدارة المغربية السبب الرئيسي في عرقلة جهود التنمية، تلك الوضعية المزرية دفعت الملك الحسن الثاني رحمه الله إلى إصدار مجموعة من التوجيهات يوم 20 أبريل 1965 حول مختلف القطاعات وارتباطها بالتخلف أو النمو، ونجده قد تطرق إلى محور الإدارة حيث قال:"... كثر القيل والقال حول جهازنا الإداري الذي ألصقت به اتهامات مسيئة إلى سمعته، وبالتالي إلى سمعة البلاد... وبالإضافة إلى ما هو منصوص عليه في قانون الوظيفة العمومية من حقوق الموظف وواجباته، فقد وطدنا العزم على أن يسير جهازنا الإداري وفق المبادئ الآتية، ونتخذ التدابير المعروضة فيما يلي:
1- المغاربة سواء فيما يتعلق بالشروط المطلوبة لنيل الوظائف والمناصب العمومية. وهذا المبدأ الصالح قد اكتسى صبغة دستورية. واجتنابا لكل حيف أو محاباة يجب أن يباشر التوظيف عن طريق المباراة طبقا لما ينص عليه القانون..." .
وفي يوم 21 غشت 1965 صدر مرسوم ملكي ينظم اختصاصات وزارة الشؤون الإدارية، علما أنها ألحقت بالأمانة العامة للحكومة في تلك الفترة. إن المهم في ذلك المرسوم كونه أمد جهاز الشؤون الإدارية باختصاصات واسعة ترتبط بالإصلاح الإداري وفقا لما تضمنته التوجيهات الملكية الصادرة في هذا الإطار.
وبالفعل وبإرادة ملكية سامية فقد ترجمت تلك التوجيهات إلى نصوص قانونية، حيث تم إصدار مرسوم ملكي متعلق بسن النظام العام للمباريات والامتحانات الخاصة بولوج أسلاك ودرجات و مناصب الإدارات العمومية ، الذي أكد على أن التوظيف في الإدارات العمومية يجب أن يتم وفقا لشروط مضبوطة،وحدد نظام المباراة كقاعدة عامة لذلك، على أن تكون مفتوحة لجميع المرشحين بدون استثناء، ووفقا للشروط المطلوبة. أما التوظيف المباشر فيعتمد بصورة استثنائية لتلبية حاجيات الإدارة .
المطلب الثاني: توجهات المخطط الخماسي (1968-1972)

مباشرة بعد إصلاح نظام الأطر بمقتضى المرسوم الملكي رقم 67-401 بتاريخ فاتح أبريل 1967،تطرق الحسن الثاني رحمه الله في خطاب العرش لسنة 1968 إلى النصوص الصادرة بخصوص إصلاح نظام الوظيفة العمومية وتوحيد قواعدها،ومما جاء في الخطاب :"... وتنفيذا لهذه النظم والقوانين، فقد شرعت وزارتنا في الشؤون الإدارية، في عملية إدماج الموظفين في الأسلاك الجديدة المنبثقة عن الإصلاح، متعاونة في ذلك مع وزارة المالية، ومختلف الوزارات التي يعنيها الأمر،وقد قطعت إلى الآن في هذا المضمار مراحل شاسعة، ولن تنصرم السنة الحالية حتى تكون العملية قد انتهت، أو أشرفت على الانتهاء" .
وعليه، فقد صدر المرسوم الملكي المتعلق بتحديد المقتضيات المطبقة على الموظفين المتمرنين بالإدارات العمومية رقم 68-62 وكذلك الوضعيات المطبقة عليهم.
وفي خطاب العرش لسنة 1969أخبر الملك الحسن الثاني رخمه الله ، بإتمام عملية إصلاح نظام الأطر،وإدماج الموظفين في الأسلاك المحدثة، وقال بأن العملية شملت ما ينيف عن 62 ألف موظف، وهي نفس السنة التي عين فيها الملك السيد أحمد العراقي وزيرا أولا بتاريخ 1969، الذي لم يقدم برنامج حكومته إلا بعد مرور سنة عن تعيينه، أي بعد تعديل الدستور وانتخاب مجلس النواب.
ولعل أبرز ملاحظة يمكن إثارتها بخصوص برنامج السيد أحمد لعراقي، أنه ركز على نفس الأسبقيات الواردة في المخططات السابقة، أي الفلاحة والسياحة وتكوين الأطر. أما فيما يتعلق بالإدارة فإننا لا نجد في ذلك البرنامج أي إشارة مباشر لها، باستثناء ما يتعلق بالسياسة المالية، ونفقات التجهيز، أو ما يتعلق بالتعريب والمغربة، ضمن إشارات عابرة .
وبما أن البرنامج الحكومي تطرق إلى نفقات تجهيز الإدارات، فقد أشار المخطط الخماسي 68-72 إلى ذلك، حيث سيكون من نتائج الزيادة السريعة جدا في ميزانية تجهيز الإدارات، والزيادة المرتبطة بها في ميزانية التسيير، حيث انتقل عدد موظفي الإدارة من 215000 في سنة 1968 إلى 258000 في سنة 1973 .
جدول تلخيصي للوظائف المحدثة الزيادة الصافية

يرجى الإطلاع على الجدول عبر النسخة المرفقة

إن عدد وظائف الشغل المحدثة خلال المخطط الخماسي بلغت 485000 (الزيادة الصافية في عدد الوظائف التشغيلية فيما بين 1969 و 1973). ففي مجال الفلاحة نجد أن استثمارات المخطط الخماسي 1968-1972 هدفت إلى زيادة المساحات المسقية وتحديد القطاع السقوي، الذي نتج عنه إحداث 275.000 وظيفة فلاحية، أي %57 من الوظائف المحدثة على إثر الاستثمارات التي ستنجز خلال المخطط الخماسي.
أما أهداف المخطط في مجال المعادن والطاقة والصناعة والبناء والأشغال العمومية، فسوف تمكن من إحداث 29000 وظيفة جديدة. وهو رقم ضعيف نسبيا مقارنة بالمجهود المبذول. والواقع أن الأمر يتعلق من جهة بتجديد الصناعات الموجودة. ومن جهة أخرى بإنجاز مشاريع تتطلب رؤوس أموال هامة.
أما في ميدان الصناعة التقليدية فإن الغرض من الاستثمارات المزمع إنجازها هو تنظيم إنتاج وتسويق المنتوجات تنظيما معقولا. وسوف تتم تلك العملية في أول الأمر في القطاعات العصرية من ذلك الفرع، وذلك بقصد تصديرها بصفة رئيسية.
إن إحداث الوظائف سوف يمكن من تعويض الخلل الناتج عن النقصان الكبير في الوظائف المرتبطة بالصناعات التقليدية، وذلك في القطاع التقليدي من هذا الفرع (النسيج).
أما التوظيفات المالية في ميدان النقل البري والنقل بالسكك الحديدية، وفي ميدان السياحة والتجارة، تلك التوظيفات الرامية إلى تحسين وتجديد العلائق التجارية داخل البلاد، ومع الخارج وخاصة إلى تحسين التجهيز الفندقي للمغرب، سوف تؤدي إلى إحداث 138000 وظيفة جديدة في تلك القطاعات الكبرى .

المطلب الثالث: توجهات المخطط الخماسي (1973-1977)

جعلت الحكومة منذ الستينات التوظيف أحد اهتماماتها، مما جعلها تتخذ مجموعة من التدابير لاستيعاب أزمة البطالة، هادفة بذلك تحقيق التوظيف الكامل. ومن أهم التدابير التي اتخذتها الدولة في ذلك المجال تكثيف التوظيف المباشر من طرف الإدارات العمومية، حيث تمكنت بالفعل منذ السبعينات من خلق آلاف المناصب المالية انتقلت من 1134 منصبا سنة 1972 إلى 51416 منصبا سنة 1976 .
وبعد فترة النمو البطيئة نسبيا - والتي ميزت الستينات - كان على الاقتصاد المغربي أن يشهد دفعة قوية في بداية السبعينات مدعوما بفائض مالي نتيجة الزيادة في أسعار الفوسفاط.
وقد بلغت نسبة النمو 6.7% في السنة خلال سنوات 1973-1977 نتيجة للمجهود الاستثنائي في مجال الاستثمار العمومي، الموجه خصوصا نحو التجهيزات الأساسية القاعدية والقطاع الفلاحي والقطاع الصناعي. وقد بلغت فعلا ميزانية الاستثمار العام، ما يقارب %20 من الناتج الداخلي الخام .
وعليه، أقدمت الدولة خلال السبعينات على استقطاب عدد مهم من اليد العاملة في إطار الخدمة المدنية، التي كان معمولا بها سابقا بتوظيف خرجين جدد من المدارس والمعاهد والجامعات كمحاولة لامتصاص و الحد من البطالة. الأمر الذي أدى إلى ارتفاع بند الأجور والمرتبات في الميزانية العامة للدولة.
وبالمقابل، لوحظ تدني مستوى الإنتاجية عند عدد كبير من الموظفين بسبب عدم اعتماد إستراتجية واضحة لتوظيف القوى العامة، وإعادة هيكلتها بما يتناسب واحتياجات التوسع الوظيفي المنتج، و بسبب انخفاض حجم الاستثمار العمومي منذ بداية عقد الثمانيات .
وإذا كان عدد الأعوان المغاربة في الوظيفة العمومية لا يتعدى 100.000 في سنة 1960، فإن تلك الكتلة الإدارية وصلت 218000 في سنة 1977 و 300.000 في ماي 1987.
إن ذلك الاتجاه نحو الوظيفة العمومية ازداد في سنة1986 لتصل الى 405486 ممولة من طرف الخزينة العامة للدولة حيث نجد من بينها 38691 مرسم، حيث شكلت النسبة 7 %من السكان النشيطين في سنة 1971 و 9% في سنة 1977 حيث تزايد عددهم ما بين 1961 و 1971 بـ 7200 فرد سنويا.
يوما بعد يوم، تؤكد الإحصائيات التراكم الإداري في اتجاه الإدارة، ولعلها تظل أداة هامة لسياسة التوظيف ، خصوصا على مستوى النتائج التي عرفها المخطط الخماسي 1973/1977 من ازدهار بلغ معدل نمو سنوي وصل إلى6,7 %. ومن المفارقة العجيبة أن المخطط الذي يعتبر مصدر أزمة المديونية كان الأكثر طموحا في تلك الفترة، ولقد كان متوسط نمو الاستثمارات بالأسعار الجارية هو 32,2 %. والواقع أن القروض الخارجية المتعاقد حولها أسهمت بكيفية ناجحة، وبلغت تلك القروض في مجملها 11,991 مليون درهم خلال الفترة الخماسية مقابل 3656 مليون درهم، التي كانت متوقعة أصلا، ومعناه نسبة زيادة و صلت إلى 228 % .
إن التفاعل بين الموارد الوطنية والموارد الخارجية قد اتضح بشكل جلي، من خلال التوسع القوي للاقتصاد الوطني الذي شهدته الفترة من 1973 إلى 1977، والذي كان مصدر تدهور التوازنات المالية الداخلية و الخارجية.
وقد تم التعبير عن الفائض المالي الكبير الناتج عن ارتفاع أسعار الفوسفاط في بداية تلك المرحلة، بزيادة مهمة في الادخار الوطني الذي أتاح تحقيق توسع كبير في الاستثمارات، التي مثلث 29 % من الناتج الداخلي الإجمالي ما بين 1975 و 1977، مقابل 15% فقط في الفترة الممتدة من 1970-1973 .

المطلب الرابع: توجهات المخطط الثلاثي (1978-1980)

كان المغرب يعيش أزمة اقتصادية في نهاية السبعينات، بلغت ذروتها في بداية الثمانينات، حين شرع المغرب في خوض مسلسل التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية، في شأن إعادة جدولة ديونه، حيث بات غير قادر على الوفاء بأداء مستحقاته نتيجة للظروف الاقتصادية والمالية التي عانى منها في تلك الفترة . خصوصا سنة 1975 بفعل تراجع أسعار الفوسفاط إلى مستويات متدنية، وارتفاع أسعار المواد النفطية –إذا علمنا بأن المغرب يستورد أكثر70% من حاجياته النفطية- أدركنا تضرره من تلك الوضعية، ودخوله مرحلة المديونية المفرطة.
والواقع أن المشكل الذي طرح لا يتعلق بالديون في حد ذاتها، وإنما بطريقة تدبيرها واستعمالها. خصوصا بالنسبة للاقتراض من السوق المالية الدولية، التي لم تكن تفرض شروطا معينة بخصوص توظيف القروض. وهكذا، لم يستطع المغرب التحكم في السياسة الاقتصادية، حيث لم يعد قادرا على استعمال القروض وتوظيفها توظيفا يخدم التنمية الاقتصادية والاجتماعية .
أما على الصعيد الداخلي، فإن عملية استرجاع أقاليمنا الصحراوية خلال النصف الثاني من السبعينات، أدت إلى ارتفاع ميزانية الدفاع الوطني، بالإضافة إلى سنوات الجفاف مع بداية الثمانينات، وانخفاض في الإنتاج الفلاحي، علما أن المغرب يستورد ما بين 40 إلى 50% من الاحتياجات الوطنية من الحبوب .
إن من أسباب زيادة تدخل الدولة في مجال التمويل، ازدياد حجم واتساع الوظائف التي تقوم بها، الشيء الذي أدى إلى تزايد أعداد العاملين بالقطاع العمومي وتزايد حجم الإنفاق العام. فكلما توسع تدخل الدولة، استلزم ذلك خلق وحدات إدارية إضافية بموظفيها وبتجهيزاتها الضرورية، كلما ارتفعت الإعتمادات التي تخصصها ميزانية الدولة . وهذا ما نص عليه الفصل الرابع من القانون التنظيمي المنظم للمالية، على أن نفقات التسيير بالنسبة لكل وزارة تضمن بابا للموظفين، وبابا للأدوات والنفقات المختلفة.
وإذا ما تتبعنا تطور هذه النفقات خلال فترة 1960-1980 سنجد ما يلي:

يرجى الإطلاع عبر النسخة المرفقة

فمن خلال الجدول نلاحظ، أن نفقات الموظفين في تزايد مستمر، بحيث انتقلت من 5017 مليون درهم خلال الفترة 1960-1964 إلى 20.299 مليون درهم خلال فترة 1978-.1980 أما على الصعيد السنوي فقد انتقلت من 787 مليون درهم سنة 1960 إلى حوالي 7.700 مليون درهم سنة 1980. أي أنها تضاعفت عشر مرات خلال إحدى و عشرين سنة.
وقد شكلت نفقات الموظفين خلال كل المخططات، باستثناء فترة مخطط 1973-1977 نسبة تفوق 60% من مجموع ميزانية التسيير. وحتى بالنسبة لمخطط 1973-1977 الذي لم تسجل فيه إلا نسبة 48%، فهي مع ذلك تضاعفت بنسبة 100% بالنسبة للمخطط الذي سبقه.
وتجدر الإشارة، إلى أن ذلك النوع من النفقات يتميز بعدم المرونة وعدم قابليته للإنخفاض. ذلك أنه رغم الزيادة النسبية في عدد مناصب الموظفين، لازالت العديد من الوزارات تطالب بخلق مناصب جديدة. أضف إلى ذلك مطالب الموظفين بالزيادة في المرتبات، ثم إن سياسة خلق مناصب عمومية تلعب دورا كبيرا في إطار سياسة التشغيل ككل .
إن الوضعية المزرية التي مر منها المغرب، دفعت الإدارة إلى التخفيف من برامجها في التوظيف، حيث أحدثت ما بين 1978-1980 أكثر من 28500 وظيفة، مقارنة مع 47800 وظيفة محدثة خلال مرحلة 1975-1978 هدفها تلبية حاجيات التعليم و الدفاع الوطني .
وعليه، بلغ عدد الموظفين والأعوان العاملين في الإدارة، بمفهومها الواسع (بما فيها قوات الأمن والمساعدة والدرك والجيش) قرابة 420.000 موظفا سنة 1980 مقابل 273000 سنة 1971، أي بنسبة نمو متوسط سنوي تناهز 5 %. ويعزى هذا الارتفاع في وثيرة التوظيف إلى نمو القطاعات الاجتماعية والأمن .
أما عدد الموظفين والأعوان في الجماعات المحلية فقد بلغ 43000 سنة 1979. أما العاملين في المصالح الخارجية للوزارات، فقد بلغ 26400 موظفا وعونا من فئة "أطر مشتركة"و 4880 مساعدا تقنيا و مهندسا.
ومن الجدير بالإشارة، أن 45% من مهندسي التأطير التقني للمصالح الخارجية تعمل في المصالح المركزية بالرباط. في حين 87% من المساعدين التقنيين تعمل في المصالح الخارجية. ونشير أيضا إلى أن من ضمن الأعداد المحصاة للموظفين يوجد 10337 مجندا في إطار الخدمة المدنية (دفعة 1977-1978) وكذا 8496 متعاونا أجنبيا .
ويوضح تحليل مستوى التكوين لدى الموظفين، أن الوظائف الإدارية هيمنت عليها المستويات المتوسطة، فضمن الفئة المسماة الأطر المشتركة "والأطر التقنية" المحصاة سنة 1979 تمثل مجموعة التقنيين وأعوان الإشراف 13%، والأعوان المؤهلين 27%، والموظفين غير المؤهلين 52%، بينما الأطر العليا والمهندسون لا تمثل سوى 8%. ومن الجدير بالإشارة أن الموظفين غير الرسميين يشكلون 13% من المجموع الكلي للموظفين وأعوان الإدارة العمومية .
وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن عدد الوظائف المحدثة في الإدارة العمومية، والتي تدخل في إطار الاستجابة للاحتياجات المرتبطة خصوصا بالتعليم والصحة العمومية والعدل والدفاع الوطني تتوزع خلال المخطط الثلاثي على الشكل التالي:

يرجى الإطلاع عبر النسخة المرفقة

إن تحليل نشاط الوظيفة العمومية، وبالأخص سياسة التوظيف ترتبط بالميزانية العامة التي تمدنا بمؤشرات حول التطور النظري للموظفين بالدولة. وبالتالي فإن الإدارة تلعب دورا مهما في سياسة التوظيف.


تطور اعداد الموظفين في الادارة المغربية:
يرجى الإطلاع عبر النسخة المرفقة

إحصاء الموظفين بالإدارات العمومية للدولة بتاريخ فاتح توليوز1979

يرجى الإطلاع عبر النسخة المرفقة

خــــــــــــــــــــــــــــاتـــــــــــــــــــــــــمـــــــــــــــــــــة:
لقد سارعت الدولة المغربية منذ الاستقلال، إلى إحداث العديد من المرافق العمومية الاقتصادية والاجتماعية، وذلك بهدف معالجة مشاكل التنمية التي تزامنت مع النمو الديموغرافي السريع، والهجرة القروية، بحيث لجأت الإدارة المغربية إلى توظيف عدد هام من الموظفين، وذلك من أجل إشباع حاجيات السكان، والعمل على الرفع من مستواهم المعيشي.لان الوضعية السيئة التي خلفها الاستعمار، سواء من حيث النصوص القانونية الصارمة في مجال التوظيف، أو من حيث الفراغ الناجم عن مغادرة الأجانب للوظيفة العمومية ببلادنا نتيجة الاستقلال،جعلها تنهج سياسة توظيفية سريعة، من أجل الحفاظ على التوازن الاقتصادي والاجتماعي، علما بأن الدولة هي وحدها حملت مشعل التنمية، أمام تخوف القطاع الخاص.
إن هذا التدخل المتزايد للدولة، جعلها ترفع من أعداد الموظفين من غير أن تنظر إلى كفاءتهم أو مستواهم، أو مقدوراتهم، ومن غير حتى أن تراعي الاحتياجات الضرورية لذلك. أي أن الإدارة المغربية لم تقم بوضع إستراتيجية هادفة،وفاعلة،وناجحة من أجل التعامل بعقلنة مع الخصاص الهائل في مواردها البشرية. الشيء الذي أدى إلى تزايد وتكاثرالأقسام، والمصالح، والمكاتب، التي لا حاجة للإدارة المغربية بها، إن على المستوى المركزي، أو على المستوى اللامركزي.


لائحة المراجع:

* الكتـــــــب:
- بوعلام السنوسي: قانون الوظيفة العمومية التابعة للدولة –للجماعات المحلية- للبرلمان- والوظيفة العمومية المؤقتة، مطبعة دار النشر المغربية، الدار البيضاء، 2008.
- رضوان بوجمعة: الوظيفة العمومية على درب التحديث، مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء، الطبعة الأولى،2003.
- عبد العزيز الرماني: للحقيقة والتاريخ، لماذا عجزنا عن إصلاح الإدارة؟ بدون مطبعة،1998.
- ج.س. هبرسون: سياسات وأفكار، ترجمة صلاح الدين الشريف، دار الوزان القاهرة، 1985.
*الأطروحات والرسائل والبحوث:
1-الأطروحات:
- الحاج شكرة: التوظيف في النظم الإدارية الحديثة وفي الفكر الإداري الإسلامي، أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 1999-2000.
- عبد القادر البوفي: تكنولوجيا المعلومات وتأثيرها على العنصر البشري-الإدارة العمومية المغربية نموذجا-، أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 2002-2003.
- محمد الرضواني: التنمية السياسية في المغرب، تشكل السلطة التنفيذية وممارستها من سنة 1956 إلى سنة 2000، أطروحة لنيل الدكتوراه الوطنية في القانون العام، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 2003-2004.
2 - الرسائل:
- أحمد جلولي: دور المقاولات الصغرى والمتوسطة في الحد من معضلة التشغيل بالمغرب، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 2004-2005.
- أحمد مخشاني: الإصلاح الإداري بالمغرب على ضوء ميثاق حسن التدبير، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس السويسي، السنة الجامعية 2000-2001.
- إدريس جناتي الغالي: سياسة الميزانية بالمغرب (1960-1980)، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام، جامعة الحسن الثاني، السنة الجامعية 1982-1983.
- سيدي أحمد بواجلال: السياسة الحكومية في ميدان التشغيل –نموذج حكومة جطو-، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 2007-2008.
- عبد الإله فونتير: الوضعية النظامية للأساتذة الباحثين بالمغرب، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 1992.
- عبد الكريم الحسناوي: تأثير التكوين المستمر على الأداء الفعلي للموظف العمومي - وزارة الاقتصاد نموذج-، رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون العام، جامعة الحسن الأول بسطات، السنة الجامعية 2008-2009.
- ناصر بنحميدوش: الإصلاح الإداري في الخطب والرسائل الملكية يوليوز 1999 دجنبر 2006، مقاربة تحليلية، رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة، جامعة محمد الخامس أكدال، السنة الجامعية 2006-2007.
3 - البحوث:
- عبد الله ركانة، موحى وخويا، أحمد بناني: نظام التوظيف بالمغرب، أسسه النظرية، مؤثراته، شروطه، أساليبه، بحث لنيل دبلوم السلك العادي، المدرسة الوطنية للإدارة، السنة الدراسية 1988-1989.
- كريمة معمري: إشكالية الحركية في قانون الوظيفة العمومية، بحث لنيل دبلوم السلك العادي، المدرسة الوطنية للإدارة، السنة الدراسية، 1993-1994.
- محمد سيبويه، حسن مناش، عبد الإله التبال: أساليب التوظيف والتنمية الإدارية، بحث لنيل دبلوم السلك العادي، المدرسة الوطنية للإدارة، السنة الدراسية 1986-1987.
- محمد علاوي، عبد الرحيم البخاري: الوظيفة العمومية بين نظام المهنة الدائمة ونظام التشغيل، بحث لنيل دبلوم السلك العادي، المدرسة الوطنية للإدارة، السنة الدراسية 1988-1989.
- نعيمة الجوهري، جميلة شينان: سياسة التوظيف والإصلاح الإداري - دراسة مقارنة-، بحث لنيل دبلوم السلك العادي، المدرسة الوطنية للإدارة، السنة الجامعية 1986-1987.
*المقـــــالات:
- حسن الصبار: محاولة فهم مديونية العالم الثالث، حالة المغرب، الحوليات المغربية للاقتصاد، السنة الأولى، خريف 1992، من ص 9 إلى ص 18.
- عبد العزيز الرماني: الإصلاح الإداري بالمغرب، أربعون سنة من الوعود والمشاريع، المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، عدد مزدوج 38-39 ماي، غشت 2001، من ص 69 إلى ص 87.
- عبد الإله فونتير: مظاهر الإصلاح الإداري في قطاع الوظيفة العمومية بالمغرب، المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية، العدد 21 بتاريخ 22و23 ماي 1989، من ص 9 إلى ص 20.
- عبد القادر برادة: المسكوت عنه في المالية العامة، المجلة المغربية للتدقيق والتنمية، عدد9، من ص 9 إلى ص 29.
- محمد الكشبور: المركز القانوني للموظف الجنائي والخاص، المجلة المغربية لقانون واقتصاد التنمية، عدد 21، 1989.
- محمد بلعوشي: سياسة الخوصصة بين برنامج التقويم الهيكلي والانعكاسات المالية على ميزانية الدولة، دراسات حول الخوصصة، مطبعة النجاح الجديدة، الطبعة الأولى 2000، من ص 31 إلى ص 40.
- محمد قهوي: عوائق الإصلاح السياسي الإداري في اقتصاد الوظيفة العمومية المغربية، المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، عدد 18 يناير –مارس 1997، من ص 29 إلى ص 37.
- محمد يحيا: الديمقراطية وسؤال التنمية الإدارية؟ المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، عدد 65 نونبر –دجنبر 2005، من ص 21 إلى 28.
- مدني أحميدوش: واقع الرواتب والأجور في قطاع الوظيفة العمومية من خلال الميزانية العامة للدولة، المجلة المغربية للإدارة المحلية والتنمية، ماي-يونيو، عدد 80، سنة 2008، من ص 177 إلى ص 186.
*النصوص القانونية:
- الظهائر
- ظهير شريف رقم 008-58-1 صادر في 4 شعبان 1377 (24 فبراير 1958) بمثابة النظام الأساسي العام للوظيفة العمومية، ج.ر.ع 2372.
*المراسيــــم:
- مرسوم رقم 1050-59-2 الذي يحدد شروط ولوج بعض الوظائف المشتركة بين الوزارات.
- مرسوم ملكي رقم 67-401 بتاريخ 13 ربيع الأول 1387 (22 يونيو 1967) بسن نظام عام للمباريات والامتحانات الخاصة بولوج أسلاك ودرجات ومناصب الإدارات العمومية، ج.ر. ع 2852، بتاريخ 19 ربيع الأول 1387 (28 يونيو 1967).
- مرسوم رقم 345-62-2 بشأن النظام الأساسي الخاص بأسلاك الإدارة المركزية والموظفين المشتركين بالإدارات العمومية، ج.ر.ع 2648، بتاريخ 4 ربيع الأول 1383 (26 يوليوز 1963).
- مرسوم ملكي رقم 68-62 بتاريخ 19 صفر 1388 (17 مايو 1968) يحدد المقتضيات المطبقة على الموظفين المتمرنين بالإدارات العمومية ج.ر.ع 2899، بتاريخ 24 صفر 1388 (22 مايو 1968).
*المناشيـــــر:
- المنشور الوزاري بتاريخ 10/9/1960 حول إصلاح تسيير أطر الإدارة، رقم 35.
*مخططات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- المملكة المغربية: الديوان الملكي، المندوبية العامة للإنعاش الوطني والتخطيط، التخطيط الثلاثي، 1965-1967.
- وزارة الشؤون الاقتصادية والتخطيط وتكوين الإطارات: التخطيط الخماسي 1968-1972، الجزء الأول.
- كتابة الدولة في التخطيط والتنمية الجهوية: مخطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية 1978-1980، الجزء الأول.
- وزارة التخطيط: مخطط المسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية 1988-1992.
*تقارير المجالس الوطنية و الوزارات:
- المجلس الوطني للشباب والمستقبل: أي تربية، أي تكوين، أي تشغيل لمغرب الغد؟ نحو ترابط أفضل بين النظام التربوي والنظام الإنتاجي.
Bibliographie
Ouvrage:
1)Omar Mouddani: l’évolution du processus d’adaptation de la fonction publique marocaine aux fins de développement, édition de la faculté de Rabat, 1984.





الاحد 14 أبريل 2013

تعليق جديد
Twitter