
يُعدّ الدفاع الشرعي من أبرز تطبيقات نظرية انتفاء الركن الشرعي للجريمة. فهو يمنح الإنسان حقًا طبيعيًا في حماية نفسه أو ماله أو غيره من أي خطر حالّ، شريطة أن يتوفر عنصرا الضرورة والتناسب بين الفعل الدفاعي والخطر المحدق.
وقد كرّست المنظومة القانونية هذا المبدأ كآلية توازن دقيقة بين حماية الأمن العام من جهة، وصيانة حق الفرد في الدفاع المشروع من جهة أخرى.
لكن طريقة تنظيم هذا المبدأ وتفعيله تختلف من دولة لأخرى، بحسب المرجعيات التشريعية والثقافية. ففي الوقت الذي يتسم فيه القانون المغربي بشيء من الصرامة والتقييد في تنظيم الدفاع الشرعي، نجد أن النموذج المصري أكثر مرونة وتفهمًا لظروف الفعل الدفاعي، خاصة في لحظات الخوف أو الارتباك.
تسعى هذه القراءة المقارنة إلى تسليط الضوء على كيفية تنظيم الدفاع الشرعي في كل من التشريعين المغربي والمصري، من خلال محورين أساسيين:
1. الدفاع الشرعي في القانون المغربي وحدود تفعيله القضائي؛
2. مرونة النموذج المصري وتقديره للبعد الإنساني للحظة الدفاع.
لكن رغم الاعتراف المبدئي، فإن الشروط التي يفرضها المشرع تُضيق الخناق على هذا الحق. إذ يُشترط:
"لا تقوم حالة الدفاع الشرعي إلا إذا ثبت وجود خطر داهم حالّ، وكان الفعل المرتكب هو الوسيلة الوحيدة لرده، مع احترام التناسب بين الخطر ووسيلة الدفاع."
هذا التوجه يُلزم القاضي بتطبيق حرفية النص، حتى في المواقف التي تتطلب تقديرًا ظرفيًا لحالة المدافع، مما قد يُفضي إلى تجريم أفعال كانت في الأصل دفاعًا عن النفس.
هذا المبدأ يُراعي طبيعة اللحظة الدفاعية، التي لا تتيح غالبًا تحليلًا دقيقًا، بل تُبنى على الانفعال ورد الفعل التلقائي.
وقد أكدت محكمة النقض المصرية هذا المبدأ في الطعن رقم 2235 لسنة 85 ق:
"تقدير حالة الدفاع يجب أن يتم بالنظر إلى الظروف الشخصية للمدافع، مع مراعاة شدة الخوف وسرعة رد الفعل، دون اشتراط أن يكون الخطر متحققًا فعلاً."
هذا المنظور يمنح القاضي هامشًا أكبر لتقدير الظرف الإنساني، ويوفر عدالة أكثر مرونة وشخصانية.
📚 المراجع
1. مجموعة القانون الجنائي المغربي، الفصول 124 – 126.
2. قانون العقوبات المصري، المواد 249 – 250.
3. قرارات محكمة النقض المغربية:
وقد كرّست المنظومة القانونية هذا المبدأ كآلية توازن دقيقة بين حماية الأمن العام من جهة، وصيانة حق الفرد في الدفاع المشروع من جهة أخرى.
لكن طريقة تنظيم هذا المبدأ وتفعيله تختلف من دولة لأخرى، بحسب المرجعيات التشريعية والثقافية. ففي الوقت الذي يتسم فيه القانون المغربي بشيء من الصرامة والتقييد في تنظيم الدفاع الشرعي، نجد أن النموذج المصري أكثر مرونة وتفهمًا لظروف الفعل الدفاعي، خاصة في لحظات الخوف أو الارتباك.
تسعى هذه القراءة المقارنة إلى تسليط الضوء على كيفية تنظيم الدفاع الشرعي في كل من التشريعين المغربي والمصري، من خلال محورين أساسيين:
1. الدفاع الشرعي في القانون المغربي وحدود تفعيله القضائي؛
2. مرونة النموذج المصري وتقديره للبعد الإنساني للحظة الدفاع.
- الدفاع الشرعي في القانون المغربي وحدود تفعيله
- الإطار القانوني: تقييد أكثر من حماية
لكن رغم الاعتراف المبدئي، فإن الشروط التي يفرضها المشرع تُضيق الخناق على هذا الحق. إذ يُشترط:
- أن يكون الخطر حقيقيًا، حالًا، ومباشرًا؛
- أن يكون غير مشروع؛
- أن تكون وسيلة الدفاع هي الخيار الوحيد لرد الاعتداء؛
- وأن يكون هناك تناسب واضح بين حجم الخطر ورد الفعل الدفاعي.
- الدفاع المفترض: حالات محدودة دون نفس واقعي
- دخول المسكن ليلًا بوسيلة غير مشروعة؛
- اقتحام المسكن بالكسر أو التسلق؛
- التهديد أثناء السرقة.
- الاجتهاد القضائي: التزام حرفي بالنص
"لا تقوم حالة الدفاع الشرعي إلا إذا ثبت وجود خطر داهم حالّ، وكان الفعل المرتكب هو الوسيلة الوحيدة لرده، مع احترام التناسب بين الخطر ووسيلة الدفاع."
هذا التوجه يُلزم القاضي بتطبيق حرفية النص، حتى في المواقف التي تتطلب تقديرًا ظرفيًا لحالة المدافع، مما قد يُفضي إلى تجريم أفعال كانت في الأصل دفاعًا عن النفس.
- غياب التمييز بين أنواع التجاوز
- التجاوز العمدي بدافع الانتقام؛
- والتجاوز غير العمدي بسبب الخوف أو الارتباك.
- وقد كرّس هذا الموقف القرار عدد 544/7 بتاريخ 22 يوليو 2014:
- النموذج المصري – مرونة واقعية وتقدير إنساني
- الاعتراف بالدفاع الظني: الإنسان لا النص فقط
هذا المبدأ يُراعي طبيعة اللحظة الدفاعية، التي لا تتيح غالبًا تحليلًا دقيقًا، بل تُبنى على الانفعال ورد الفعل التلقائي.
- التمييز بين درجات التجاوز
وقد أكدت محكمة النقض المصرية هذا المبدأ في الطعن رقم 2235 لسنة 85 ق:
"تقدير حالة الدفاع يجب أن يتم بالنظر إلى الظروف الشخصية للمدافع، مع مراعاة شدة الخوف وسرعة رد الفعل، دون اشتراط أن يكون الخطر متحققًا فعلاً."
هذا المنظور يمنح القاضي هامشًا أكبر لتقدير الظرف الإنساني، ويوفر عدالة أكثر مرونة وشخصانية.
- الدفاع المفترض: توسيع واقعي لحالات الحماية
- مقارنة ختامية
📚 المراجع
1. مجموعة القانون الجنائي المغربي، الفصول 124 – 126.
2. قانون العقوبات المصري، المواد 249 – 250.
3. قرارات محكمة النقض المغربية:
- القرار عدد 248/6 بتاريخ 11/04/2013.
- القرار عدد 544/7 بتاريخ 22/07/2014.
- الطعن رقم 2235 لسنة 85 ق.