MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers

الأكثر قراءة

أرشيف وجهة نظر

الأستاذ المصطفي الرميد يرد: إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي (أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)

النقيب الجامعي: رسالة إلى الاستاذ مصطفى الرميد، لست لا مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا ؟

La Cour constitutionnelle censure le nouveau code de procédure civile marocain

رفع القبعة للمحكمة الدستورية .. استقلالية القضاة في دستور 2011 المغرب، ركيزة أساسية لدولة الحق والقانون

نطاق المسائل الدستورية وغير الدستورية لتعديلات النظام الداخلي لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الدستورية رقم 256/25 بتاريخ 2025/08/04 في الملف عدد 304/25

المسائل الثمانية غير الدستورية في قانون المسطرة المدنية حسب قرار المحكمة الدستورية

الملك ومشروع التحول الوطني: قراءة في خطاب العرش 2025

ملاحظات بشأن نظرية الخرق الدستوري البين على ضوء قرار المحكمة الدستورية بخصوص فحص عدم دستورية بعض مواد قانون المسطرة المدنية.

تأمين الميزانية المغربية في عصر التفوق الكمومي

د. الهيني يكتب "رأي بشأن عدم دستورية المادة 604 من قانون المسطرة المدنية"



هل يمكن للفعل السياسي بالمغرب أن يكون نسائيا؟

     

لمياء العماري
باحثة في علم السياسية والقانون الدستوري



هل يمكن للفعل السياسي بالمغرب أن يكون نسائيا؟

لاريب أن الحديث عن النساء بالمغرب وربطهن بممارسة الفعل السياسي، هو حديث محفوف بالمخاطر.فان أقررنا بوجود فعل سياسي نسائي تحتم علينا، بالضرورة تحديد  هذا الفعل وكيفية ممارسته وكيف يتم ذلك ،وكذلك تجلياته في السلوك الاجتماعي والسياسي.

ليست السياسة مجرد هواية أو مجرد تنظير، إنما هي ممارسة وفعل يقتضيان آتخاد القرار، لاسيما التفكير والإرادة يستوجبان الانجاز.[1]هذا الفعل السياسي حسب حنة ارندت،[2] هو ممارسة إنسانية لا تقتصر على العمل وتحقيق هدف وإنما تتعدى ذلك نحو التعبير عن الحياة وانجاز الكينونة وخاصة حينما يعبر عن تجربة هامة من إمكانيات الحياة بين المتساوين وتقاسم العيش مع الآخرين في فضاء عمومي يمكن أن يتحول إلى فضاء سياسي ديمقراطي إذا انتظم وفق المساواة والتميز.

إن مهمة السياسي على غرار مهمة كل من المؤرخ والقاضي والطبيب وهي إصدار الأحكام والتمييز بين الصادق والكاذب وبين المشروع وغير المشروع وبين السوي والمرضي.[3] وبالتالي هي مهمة لن تكون عصية على النساء. وخصوصا إذا توفرت لهن كل السبل والظروف لممارسة السياسة.ولعل أهم عنصر هو الحرية التي تعبتر والسياسة، عنصران متماهيان. غير أننا في المغرب نجد عدة عوامل تضافرت لتجعل من أشكال الحرية المتاحة للمرأة جد محدودة ومراقبة.

 فالمعركة التي تخوضها النساء اليوم من اجل الاعتراف بحقوقهن وتحسين وضعيتهن لابد وأن تأخد بعين الاعتبار حاجياتهم في المجال العمومي تقديم الأجوبة الملائمة والفعلية لحاجياتهن.[4]

وهكذا يمكن القول أن حضور المرأة ليس حضورا مستوعبا، ليس حضور وعي عميق بقدر ما هو حضور جسد مصموت ووعي مكبوت، وعي تاريخ لا يفصح عن تاريخه. فهناك دائما نسيان يمارس فعله الوظيفي والاجتماعي، نسيان يراقبها ويسندها إلى عالم مجهز لها من قبل القوام عليها، هكذا تتجلى صورة المرأة في المجتمع المغربي. فالمفارقة الموجودة في مسألة دخول المرأة المجال السياسي تنحى منحيان:

الأول على مستوى الشكل، حيث بروز العديد من الجمعيات والمنظمات النسائية المطالبة بالمساواة الفعلية بين الرجل والمرأة. و الثاني من حيث المضمون، حيث إن الخطاب يبقى مناسباتيا، تحكمه الانتخابات أو الموجة الخارجية الداعية إلى نهوض الدولة و الأحزاب بقضية المرأة.

كذلك فالثقافة المهيمنة تعيد إنتاج التمييز بين الجنسين، ويحدد انطونيو غرا مشي: الهيمنة الثقافية كآلية خفية للهيمنة الاقتصادية والسياسية، ويخلص إلى أن تفكيك هذه الثقافة من مسؤولية "المثقف العضوي" الذي يتولى اختراق مؤسسات الإنتاج الثقافي من اجل بناء ثقافة بديلة لهذه الفكرة في المجتمع المغربي. فالثقافة المهيمنة لازالت تكرس دونية المرأة وتعيد إنتاج هذا التكريس عبر عدة مستويات.

إن المرحلة الراهنة التي يعيشها المغرب، تستوجب أن تكون المرأة حاضرة عند صناعة القرارات باعتبارها معنية بها

وبالتالي وحتى يكون الفعل السياسي نسائيا، لابد من إصلاح شامل للحقل السياسي المغربي ينبني على تمكينها ومشاركتها الكاملة على أساس المساواة في كامل المجالات- بما يشمل مشاركتها في صنع القرار والحصول على القوة التي تجعلها قادرة على إحداث التغيير في مجتمعها- مطلب أساسي من اجل تحقيق المساواة، التنمية، والأمن.[5] فالمرأة هي فاعل أساسي في التغيير لا مجرد متلق سلبي لمساعدة التنمية.

ومن هنا تتجلى أهمية نبني سياسيات وإجراءات وهياكل مؤسساتية وقانونية من أجل التغلب على أشكال عدم المساواة، وضمان الفرص المتكافئة للأفراد في استخدام موارد المجتمع وفي المشاركة السياسية تحديدا،وبذلك فتمكين المرأة يعني" استخدام القوة الذاتية والقيام بنشاطات مشتركة مع الآخرين لإحداث التغيير، بما يشمل القدرة على آتخاذ القرارات المتعلقة بحياتها وامتلاكها الوسائل والمهارت للوصول إلى أهدافها".[6]
 
الهوامش
1- كمال بنعلي: الأخلاق في السياسة من خلال محاضرة ماكس فيبر. منشورات مؤسسة مؤمنون بلا حدود.ص 5
-[2] -Arendt (Hanna)/ la crise de la culture ,huit exercices de pense politique/ Edition Gallimard, paris,1972,p 300
- مليكة بن دودة: فلسفة السياسة عند حنة آرندت.منشورات ضفاف.2015. ص 32  [3]
[4] - Alkhatib (Rokia) ; Reflétions sur le mouvement associatif féminin au Maroc/2007.p179
[5] - بورغدة وحيدة:المشاركة السياسية والتمكين السياسي للمرأة العربية(حالة الجزائر)، المجلة العربية للعلوم السياسية،2012,ص 132
- مرجع سابق. ص 134.[6]




الخميس 3 مارس 2016
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter