MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers





تقرير: مائدة مستديرة حول سبل الشراكة الفاعلة بين الجامعة المغربية وبين باقي مؤسسات المجتمع المدني

     




     استرشادا ببنود الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والهادفة بالأساس إلى تشجيع الحوار والتفاعل مع الآخر، عبر مد جسور الصلة والتبادل الثقافي بين المؤسسة التربوية وبين محيطها المجتمعي الخارجي، احتضنت رحاب كلية كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، بجامعة مولاي اسماعيل بمكناس، مؤخرا، مائدة مستديرة خصص موضوعها لبحث سبل الشراكة الفاعلة بين الجامعة المغربية وبين محيطها الخارجي، سعيا للنهوض بالمؤسسة التربوية، ودعما لدورها في الإشعاع الثقافي التربوي، مما يقوي من مكانتها داخل المؤسسة المجتمعية، ويعزز محيطها التكويني والسوسيو ثقافي.
 
     اللقاء الذي حضره حشد غفير من طلبة الماستر وطلبة الدكتوراه في القانون فضلا عن زملاء لهم في نفس التخصص، وتم تأطيره من طرف الجمعية المغربية لنشر وتنمية الوعي القانوني "ولوج"، كان مناسبة أمام الجميع للتعرف على جملة من المشاريع الهامة التي سطرتها الجمعية لنفسها وتنوي تنفيذها بشراكة فاعلة ومتفاعلة مع الطالب المغربي، بخاصة منه ذو التخصص في الشأن القانوني- الحقوقي.  

     كلمة الأستاذ العربي أقصبي، رئيس الجمعية المغربية لنشر وتنمية الوعي القانوني "ولوج" جاءت لبسط جملة من هذه المشاريع والأهداف المرتبطة بها، بما هي مشاريع هامة، من شأنها الرفع من مستوى الطلبة ودعم كفاياتهم وقدراتهم التحصيلية، وتقوية جانب التواصل والتفاعل الثقافي لديهم، فضلا عن خلق فضاء تربوي تنشيطي أساسه الحياة التعليمية التعلمية السعيدة، مما يبقي هذه المؤسسة –أي المؤسسة التربوية-  مفتوحة على محيطها، بفضل نهج تربوي قوامه استحضار المجتمع في قلب المدرسة، والانفتاح عليه بكل ما يعود بالنفع العميم على الوطن، وعمل مثل هذا لن يتأتى إلا  عبر نسج علاقات جديدة بين المؤسسة التربوية وفضائها البيئي والمجتمعي والثقافي والاقتصادي.
     إنها الشراكة، يضيف الأستاذ العربي أقصبي، التي تبناها النظام التربوي المغربي ضمن عشرية الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بما هي شراكة تعزز جودة التربية ومردودية التكوين، تنويعا في ذلك للمسالك وملاءمة التكوينات وجعلها مواكبة لكل القضايا المجتمعية.


    وكان من أولى هذه المشاريع، يضيف الأستاذ العربي أقصبي، تلك المرتبطة أساسا بتبادل الخبرات للطلبة الموهوبين انطلاقا من نادي الصداقة للطالب القانوني التابع للجمعية، والذي يسعى إلى بناء جسور التواصل الفكري والعلمي، وتبادل الخبرات بين طلاب الدراسات القانونية بالمغرب مع أقرانهم من دول أجنبية، للوصول إلى التكامل المعرفي وتحقيق أهدافه المنشودة، تشجيعا لهم على العطاء والخلق والإبداع، والتحصيل العلمي والمعرفي. وعمل مثل هذا من شأنه إتاحة الفرصة للتعارف بين الطلاب من داخل المغرب وخارجه والاستفادة من خبراتهم. وهو المشروع الذي ينسجم والسياسة العامة التي تتبعها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، بصفة خاصة، وجامعاتنا المغربية بصفة عامة، للانفتاح على العالم المتقدم وحرصاً على دعم التعاون العلمي وإجراء الأبحاث المشتركة وتبادل الخبرات بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس مع الجامعات المتقدمة.

     ثانيها، وهو المشروع المرتبط بالجانب التكويني للطالب، كأحد الدعائم الأساسية لتعليم وتكوين الطالب الجامعي في مختلف مراحل حياته الدراسية، مما يتيح له إمكانية الاطلاع على كل ما من شأنه تكييفه مع المتغيرات التي يشهدها العالم وبلورة طرق تفكيره، وتمكينه من استيعاب وتدعيم المعلومات التي يلقنها له أساتذته من خلال المحاضرات والدروس التوجيهية والتطبيقية.

     من جانب آخر، ذكر الأستاذ العربي أقصبي بمختلف الجهود التي تبذلها الجمعية المغربية لنشر وتنمية الوعي القانوني "ولوج"، في البحث عن سبل دعم المجال التكويني بالنسبة للطالب الحقوقي بالمغرب، من خلال تنظيم ورشات تكوينية لفائدته بمساهمة خبراء في المجالين القضائي والقانوني، خصوصا خلال مراحل تخرجه، من مثل تنظيم حلقات تكوينية بالنسبة للطلبة الذين اختاروا القضاء، المحاماة، التوثيق وغيرها من المهن القضائية، يكتشف معها الطالب هذه العوالم قبل ولوجها، مما يجعله على اطلاع كامل عما يجري ويدور من حوله، وعما ينتظره من أدوار، فضلا عن تفتحه على العالم الخارجي مما يجعل منه طالبا قادرا على تأدية المهام التي تسند إليه والنجاح في الحياة العلمية والعملية.
     وعلاقة بموضوع ربط الجامعة المغربية بمحيطها الخارجي، ألح الحاضرون على أهمية تكوين نواة إعلامية خاصة بالكلية من شأنها ربط المؤسسة التربوية بمحيطها الخارجي وانفتاحها، ما أمكن، على العالم المحيط محاولة منها لتعميق دورها الإشعاعي، مع محاولة تعزيزها بتنظيم أنشطة إعلامية وعلمية وثقافية واجتماعية متنوعة ومختلفة، الهدف منها تطوير أداء الإعلام الجامعي وتوسيع سبل التعامل مع المؤسسات الإعلامية والتعليمية. وفي هذا السياق تطوعت الجمعية من أجل تقديم كافة خدماتها التكوينية التأطيرية والتنسيقية، ووضعتها رهن إشارة الطلبة الراغبين في تكوين نواة إعلامية جامعية، تكون بمثابة جسر تتواصل من خلاله الجامعة مع محيطها.

              موضوع آخر استأثر بالكثير من النقاش من لدن الطلبة الحاضرين وهو المرتبط بالحملة الوطنية التي تعتزم الجمعية الانخراط بها والهادفة بالأساس إلى التيسير على الأسر التي لم توثق زواجها كي تسارع للتقدم بدعوى سماع الزوجية داخل الأجل المحدد، قصد تسوية وضعيتها قبل انتهاء الفترة (2014)، وذلك بمساهمة حوالي 3000 من طلبة الماستر والدكتوراه في شعبة القانون بجامعاتنا المغربية، وهي الحملة التي لاقت استحسانا كبيرا من لدن طلبة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمكناس، الذين ألحوا على ضرورة تنظيم لقاء تواصلي يتولى المزيد من شرح الموضوع وبسطه للفهم، معلنين انخراطهم الكلي في هذه التظاهرة الاجتماعية الإنسانية النبيلة.
 
     اللقاء التواصلي، كان أيضا مناسبة ألح خلاله الطلبة الحاضرون لمزيد من فهم عن رغبتهم في الاستفادة من أطر وفعاليات الجمعية والانخراط الكلي في برامجها التنويعية والتثقيفية، بما هي برامج  تسعى إلى خدمة طلبة شعبة الحقوق والقانون، مما يعود عليهم بالنفع العميم، ومما يعود على جامعاتنا بالمساهمة في تطوير آلياتها الاشتغالية وتنويع مصادر انفتاحها على المجتمع المدني.





تقرير: مائدة مستديرة حول سبل الشراكة الفاعلة بين الجامعة المغربية وبين باقي مؤسسات المجتمع المدني

ذ العربي أقصبي رئيس الجمعية المغربية لنشر وتنمية الوعي القانوني


woulouj@gmail.com




الثلاثاء 17 يناير 2012

تعليق جديد
Twitter