MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers

الأكثر قراءة

أرشيف وجهة نظر

الأستاذ المصطفي الرميد يرد: إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي (أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)

النقيب الجامعي: رسالة إلى الاستاذ مصطفى الرميد، لست لا مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا ؟

La Cour constitutionnelle censure le nouveau code de procédure civile marocain

رفع القبعة للمحكمة الدستورية .. استقلالية القضاة في دستور 2011 المغرب، ركيزة أساسية لدولة الحق والقانون

نطاق المسائل الدستورية وغير الدستورية لتعديلات النظام الداخلي لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الدستورية رقم 256/25 بتاريخ 2025/08/04 في الملف عدد 304/25

المسائل الثمانية غير الدستورية في قانون المسطرة المدنية حسب قرار المحكمة الدستورية

الملك ومشروع التحول الوطني: قراءة في خطاب العرش 2025

ملاحظات بشأن نظرية الخرق الدستوري البين على ضوء قرار المحكمة الدستورية بخصوص فحص عدم دستورية بعض مواد قانون المسطرة المدنية.

تأمين الميزانية المغربية في عصر التفوق الكمومي

د. الهيني يكتب "رأي بشأن عدم دستورية المادة 604 من قانون المسطرة المدنية"



الملك والمواجهة المباشرة مع جمهور المُتقاضين

     



الملك والمواجهة المباشرة مع جمهور المُتقاضين
  يُثير مشروع القانون التنظيمي رقم 100.13، المتعلق بالمجلس الأعلى للسلطة التنظيمية، الكثير من الأسئلة، خاصة على مستوى تصوره لاستقلالية النيابة العامة عن سلطات وزارة العدل، حيث تعتبر المادة 103 منه الوكيل العام لدى محكمة النقض، رئيساً للنيابة العامة.

 الواقع أن فكرة هذه الاستقلالية تعود أساسا إلى توصيات الحوار الوطني حول إصلاح العدالة، فالدستور ومع كل الخطوات المتقدمة التي نصّ عليها في إطار تدعيم السلطة القضائية المستقلة، لم يحسم في الجهة التي يتبع لها قضاة النيابة العامة، إذ سواء في الفصل 110 منه، عندما اكتفى بالحديث عن ضرورة التزامهم بالتعليمات الكتابية القانونية الصادرة عن السلطة التي يتبعون لها، أو في الفصل 116 عندما اعتبر أن المجلس الأعلى للسلطة القضائية، يراعي في القضايا التي تهمهم تقارير التقييم المقدمة من قبل السلطة التي يتبعون لها، فإن الدستور لم يوضح تماما ما المقصود بهذه السلطة، والتي جاءت في النص الفرنسي بصيغة (L’autorité hiérarchique) وليس (Le Pouvoir).

 أبعد من ذلك، عندما نعود إلى الحوار العمومي الذي عرفه المغرب منذ انطلاق ورش إصلاح القضاء، وصولا إلى المذكرات المرفوعة إلى لجنة المنوني، فبقدر ما نجد اتجاها غالبا لإخراج وزارة العدل من المجلس الأعلى للسلطة القضائية (من اللافت هنا أن نذكر بموقف الاتحاد الاشتراكي الذي طالب بتضمين هذا المجلس أعضاء يُعيّنهم وزير العدل لمتابعة السياسية القضائية للحكومة)، لا نجد التوجه نفسه، فيما يتعلق باستقلالية النيابة العامة عن وزارة العدل، إذ يمكن نظريا تصور إمكانيات قانونية تسمح للوزارة بالتأثير في المادة التأديبية المتعلقة بقضاة النيابة العامة رغم عدم توفر الوزير على مقعد بالمجلس.

 والواقع أن فكرة «إخراج» وزارة العدل من المجلس الأعلى، تحتاج نفسها إلى نقاش، إذ كيف يستقيم الوضع، من جهة، مع تنصيص الدستور على صلاحية الحكومة في إقرار السياسات العمومية والسياسات القطاعية (الفصل92)، وضمنها نتصور طبعا السياسة الجنائية، أو سياسات الدعوى العمومية، وتنصيصه على مسؤولية الوزراء عن تنفيذ السياسة الحكومية كل في قطاعه (الفصل 93). ومن جهة أخرى، مع تحميل مشروع القانون التنظيمي المذكور للوكيل العام للملك لدى محكمة النقض مسؤولية تنفيذ السياسية الجنائية، التي يظل الوزير هو من يقوم بإعدادها وفقا للمادة 51 من المسطرة الجنائية!

نفكر في هذا الموضوع ونحن نستحضر النقاشات حوله في كل أنحاء العالم، حيث تظل – غالباً – النيابة العامة امتدادا للسلطة التنفيذية والمسؤولية السياسية داخل جسم العدالة.

في المغرب، ثمة أوجه سياسية للنقاش، أولها التخوف من أن يكون الدفاع عن أطروحة استقلالية النيابة العامة، مدفوعا بخلفيات سياسية تجعل البعض يفكر في تقليص الصلاحيات الدستورية للحكومة، فقط، لأننا اليوم أمام حكومة يقودها البيجيدي! ثانيها أن يؤدي تحصين النيابة العامة عن رقابة وزارة العدل، إلى إمكانيات احتمال سقوط بعض أفرادها رهينة لشبكات الفساد، أو للأجهزة في أحسن الحالات.

 ثالث هذه الأوجه وأهمها على الإطلاق، يتعلق بالحالة السياسية التي يعرفها المغرب منذ 2011، والمتميزة بتصاعد ما يُعرف بديمقراطية الرأي، كتوصيف للشحنة التعبوية التي يخلقها تقاطع مواقف مواطنين /أفراد عبر وسائط الاتصال والصحافة، وإذا علمنا أن المساءلة تكاد تكون عقيدة هذه الديمقراطية غير المؤسساتية، كما هو الحال في قضيتي «گالفان» و«ملعب الرباط»، فإنه من الواضح أن إخراج النيابة العامة من دائرة المسؤولية السياسية للحكومة، ومن خطاطة ديمقراطية المؤسسات، لن يُعفيها في المطلق من مُتابعة ورقابة «ديمقراطية الرأي»، وهو ما يجعل من هذا الأمر مجرد مغامرة غير محسوبة لتحميل المؤسسة الملكية، وزر كل الانحرافات الممكنة للنيابة العامة، وهو ما يعني ببساطة جعل الملك في مواجهة مباشرة مع جمهور المتقاضين من ضحايا اختلالات جهاز القضاء الواقف. 



الثلاثاء 13 يناير 2015
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter