MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers

الأكثر قراءة

أرشيف وجهة نظر

الأستاذ المصطفي الرميد يرد: إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي (أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)

النقيب الجامعي: رسالة إلى الاستاذ مصطفى الرميد، لست لا مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا ؟

La Cour constitutionnelle censure le nouveau code de procédure civile marocain

رفع القبعة للمحكمة الدستورية .. استقلالية القضاة في دستور 2011 المغرب، ركيزة أساسية لدولة الحق والقانون

نطاق المسائل الدستورية وغير الدستورية لتعديلات النظام الداخلي لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الدستورية رقم 256/25 بتاريخ 2025/08/04 في الملف عدد 304/25

المسائل الثمانية غير الدستورية في قانون المسطرة المدنية حسب قرار المحكمة الدستورية

الملك ومشروع التحول الوطني: قراءة في خطاب العرش 2025

ملاحظات بشأن نظرية الخرق الدستوري البين على ضوء قرار المحكمة الدستورية بخصوص فحص عدم دستورية بعض مواد قانون المسطرة المدنية.

تأمين الميزانية المغربية في عصر التفوق الكمومي

د. الهيني يكتب "رأي بشأن عدم دستورية المادة 604 من قانون المسطرة المدنية"



البعد الترابي و إسهامه في تحقيق السياسات العمومية و تجويد المرفق العام

     



الاسم الكامل : الكحلون محمد
أستاذ باحث و خريج ماستر القانون المدني و الاعمال




 
 مقدمة :

تعتبر الدولة الحديثة هي الدولة التي تقوم على مبادئ ترتكز أساسا على الفصل بين السلط و ضمان توازنها ، و تدعيم حقوق الإنسان و صيانة الوحدة الترابية و تضع لذلك سياسات عمومية تتناسب و حاجيات الإدارة و المواطن و تهدف لتطوير هياكل الدولة و تحديث الإدارة مع ضرورة الأخذ بعين الاعتبار البعد الترابي كأحد أهم الركائز التي تستند علبها التنمية المستدامة و ذلك في إطار تفعيل حسن النهوض بالمرفق العام و حسن تفعيل توجهات السياسات العمومية.
و حيث انه في إطار اللامركزية و اللاتمركز كسياسة ترابية تنتهجها الدولة فإن ارتباط هذه السياسة التي شهدت تدرجا و تطورا أهلاها لتكون شكلا من أشكال التدبير الترابي المعتمدة، وذلك  في إطار الجهوية المتقدمة كإطار عام و توجه حاسم للدولة المغربية في تنظيمها الترابي الذي يؤهل لضبط و رصد و تقييم السياسات العمومية و علاقة السلطة بالإدارة و المواطن وفق المفهوم الجديد للسلطة ، من خلال  تخطي الدور الاعتيادي للإدارة و المؤسسات العمومية نحو نهج نمط رشيد في التدبير العمومي خصوصا و ان جوهر البعد الترابي للمملكة يقوم على جوهر ديمقراطي تشاركي يسعى إلى إشراك الفاعلين المؤهلين في تحقيق السياسات العمومية ، و يهدف إلى تقوية النسيج الجمعوي و تأهيل الإدارة و إشراك المواطنين عن طريق المنتخبين في تنزيل المرامي الأساسية للدولة من خلال توخي أهدافها و بلورة مشاريعها التنموية وفق سياسة شاملة مكرسة للتنمية المندمجة في سياق الحكامة الجيدة.
فإلى أي حد ترتبط أهمية البعد الترابي في تحقيق السياسات العمومية؟ و هل البعد الترابي احد التوجهات المساعدة على تجويد المرفق العام ؟
         
          المحور الأول : البعد الترابي و تحقيق السياسات العمومية .

إن التنظيم الترابي للمملكة يقوم على الجهوية المتقدمة في إطار تقسيم للجماعات الترابية وفق المجالس الجهات و العمالات و الأقاليم و الجماعات.
و حيث ان الجماعات الترابية تتوخى تنزيل السياسات العمومية في مجال ترابها ، فإنها تستفيد أساسا من التقسيم المذكور أعلاه، و ذلك وفق ما نص عليه الدستور، و تستفيد أيضا من البعد المحلي في تدبير شؤون ترابها وفق ما تقتضيه الاختيارات الثابتة للدولة، من ضرورة إشراك المواطنين في خلق و تدبير السياسات العمومية و تعزيز حضور المرأة و الدفع بها للمشاركة المنتجة و الفاعلة و ضمان حضورها وفق مقاربة النوع مع الاعتماد على الحكامة الجيدة و المنهجية الديمقراطية في الاشتغال.
فتدبير الشأن المحلي من خلال تعزيز اللامركزية و اللاتمركز أدى إلى توسيع اختصاصات و صلاحيات الجماعات الترابية بناء على مبدأ التفريع و ذلك باختصاصات مزدوجة ، اختصاصات ذاتية و اختصاصات منقولة لها من الدولة وأخرى تتشارك فيها مع الدولة ، في سبيل تطبيق فعال و مندمج للسياسات العمومية يروم تحقيق التنمية الشاملة و المستدامة.
إن تعزيز و تدعيم الموارد المالية للجماعات الترابية من طرف الدولة و تدعيم الشراكة المندمجة معها في تدبير الشأن المحلي ينعكس أساسا على تطوير المسار الديمقراطي و التنموي ببلادنا.
إن توخي البعد الترابي كأساس تنظيمي و تدبيري للسياسات العمومية يقتضي تنزيل الدستور بناء على إخراج القوانين التنظيمية لمجموعة من المؤسسات الجهوية في إطار ملائمة التشريع و تحيينه و عصرنته و إتاحة المساطر القانونية و الإدارية مصبوغة بالبساطة و المرونة من أجل ضمان نجاح استراتيجيات الدولة القطاعية على مستوى التراب .
و على اعتبار ان الدستور نص في الفصل 146 على الميثاق الوطني للاتركيز و على ضرورة استصدار نصوص تنظيمية تقوي التوجه الترابي المبني على هذا الأساس، فإن ما يرافق هذا التوجه من حكامة جيدة ، و استعمال معقلن للموارد و العمل على تحسين مردودية الإدارة و تحديثها، و السهر على تكوين البنيات الفوقية و الأطر البشرية و تثمينها هو دافعة أساسية لتحقيق السياسات العمومية و بالتالي إنجاح مسلسل التنمية .
 
                         المحور الثاني: البعد الترابي كتوجه مساعد للنهوض
                                                       بالمرفق العام


يعتبر تبني التوجه المبني على اللامركزية و اللاتركيز أحد أهم العوامل المساعدة في تحرير المرفق العام من التركيز العمودي للسلطة و بالتالي إعطاءه دينامية ومساحة جديدة على مستوى الاشتغال .
و حيث أن البعد الترابي المبني على التقسيم و التقطيع الترابيين للمملكة بناء على معطيات اقتصادية و اجتماعية و بيئية يؤسس لتعزيز حضور المرفق العام عن طريق تثمين الرأسمال البشري و رصد الموارد الضرورية لإنجاز الأعمال المنوطة به و ضمان استقلاله عن المركز ضمن الحالات و الشروط المحددة في القوانين النظيمية.
و لما كان المرفق العام هو الآلية لتطبيق السياسيات العمومية للدولة عن طريق الرفع من جودة الخدمات الإدارية و حسن تسييره لمصالحه التابعة له و تكريس الشفافية و المصداقية اللازمة و الحد من ظاهرة الرشوة و مكافحتها عن طريق إحداث أجهزة مراقبة و ضبط تتكفل بمحاربة هذه الآفة الخطيرة.
فإن البعد الترابي بما يتيحه من مقومات ناجعة تؤسس لفضاء المريح و عصري بالنسبة للمرافق العامة ، يؤسس تماشيا مع مفاهيم مثل المفهوم الجديد للسلطة و تقريب الإدارة من المواطن و إشراكه في اتخاذ القرار إلى الرقي بالمؤسسات و تطوير الهياكل العميقة للدولة.
 
 




الجمعة 31 يناير 2014
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter