MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers



قراءة حول موقف بعض المحامين من قرار تسجيل ذ/الهيني بهيئة المحامين بتطوان‎

     

بقلم الاستاذ عزالدين فدني محام بهيئة خريبكة



قراءة حول موقف بعض المحامين من قرار تسجيل ذ/الهيني بهيئة المحامين بتطوان‎

قضية القاضي السابق الأستاذ الهيني وانقسام المحامين ، بين الحزبي والقانوني، حول قرارتسجيله بهيئة المحامين بتطوان. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

بداية لم نجد بدا من الاشارة الى ملاحظة جوهرية ،وهي أن النقاش القانوني ، الذي حضي به قرارمجلس هيئة تطوان بتسجيل الاستاذ الهيني كقاض سابق ، وبهذه  الكثافة من التعاليق ،خاصة من المحامين والمحاميات وبعض القضاة ،لم تحض به قرارات سابقة بتسجيل قضاة آخرين، عدد منهم اضربالعدالة بشكل عام والقضاء بشكل خاص ،بسبب ممارساتهم المنافية لكل القواعد الدينية والاخلاقية والمهنية والقانونية والتي شكلت ارثا سيئا اتخده بعض الخلف من القضاة مسارا لهم وإن باساليب واشكال مختلفة تراعي ما يعرفه المجال القضائي من تغييرات سواء على مستوى القوانين الخاصة بالتنظيم القضائي او على مستوى المراقبة الميدانية (اجهزة الرصد) وكان الاولى أن تأخد هذه القرارات الخاصة بتسجيل هذا الصنف من القضاة ،الاهتمام الاكبر لما لها من تأثير على المشان والمسار المهني للمحامين والمحاميات ، لكن للاسف الكثير منها مر في غفلة وبتواطئ احيانا لأسباب يطول المقام في الحديث عن تفاصيلها ، مع تسجيل ان بعض الهيئات  رفضت تسجيل بعض منهم .

وفي هذا المقال المختصر سنوضح بعضا من الاسباب  الكامنة وراء الانشغال والاهتمام بقرار تسجيل الاستاذ الهيني  .

لقد كنا حاضرين ضمن تشكلة هيئة الدفاع عن ذ/الهيني سواء أثناء حضوره امام الوكيل العام  باستئنافية الدار البيضاء كمقرر، أوبعد عرض قضيته على المجلس الاعلى للقضاء ، وشهدنا، وشاهدنا،الى جانب باقي الزملاء والزميلات ،مدى الاصرار على انتهاك شروط المحاكمة العادلة،(أبرزها خلال المحاكمة وجود أحد أعضاء المجلس حكما وهو خصم ). وهو الواقع الذي انتهى بالدفاع الى اتخاد قرار بالانسحاب بعدما تبين له بالاجماع ان القضية يتحكم فيها ويدبرها السياسي وليس القانوني وطبعا صح وثبت صحة هذا الاستنتاج بصدور قرار عزله بدلا من عقوبة اخف تحافظ على ماء الوجه للقضاء  الذي تمت الاساءة اليه من اعلى مركزه . فتحول دورنا من دفاع الى شهود لحقيقة تتكرر في كل القضايا دات الطبيعة السياسية والتي تصبغ فيها المتابعات بالصبغة الجنائية او المخالفات المهنية  

. وها نحن اليوم،وبعدما تم قبول طلب تسجيل  الاستاذ الهيني بهيىة تطوان ،وبدلا من ان يحافظ البعض منا محامين ومحاميات على موقعهم كدفاع وتناقش ،على الاقل ،مسألة قبوله أوحتى رفضه ،انطلاقا من هذا الدور،ومن منطلق القانون او الفقه ،فقد تقمصوا دور الحزبي  فاصبح يعطي احكاما جاهزة وقبلية،استفزت البعض فخرجت بالنقاش الى مستوى لا يليق بنا كمحامين ،و استفزت المعني بالامر  ذ/الهيني وجعلته يهددبالاحتجاج والاعتصام،لانه استشعران رأيا عاما سياسيا أو بالاحرى  حزبيا، قبل ان يكون قانونيا، بدأ يتشكل كقوة ضغط  ضده وخاصة ممن عارضهم ذ/الهيني في الانتخابات الاخيرة . وللاسف تحول هذا التهديد الافتراضي في العالم الافتراضي الى موضوع جديدا لتعاليق  من المحامين انفسهم. كان حريا بالزملاء والزميلات خاصة ممن لهم موقف شخصي او حزبي من ذ/الهيني، ان ينأوا بأنفسهم عن الدخول في اية مناقشه  لشخصه، وان يقتصروا في مناقشة الاعتراض  على دخوله لمهنة المحاماة ، من موقع رجل وامراة الفقه و من منطلق القانون كما فعل العديد من الزملاء والزميلات . ،بدلا من ان يتحولوا الى سلطة للاتهام وقبل الاوان ، يقوم به البعض من منطلق الانتماء الحزبي وحتى العدائي وليس المهني او القانوني . إن انتماء د/الهيني لمهنة المحاماة أصبح حقيقة وامر واقع بعد قرار مجلس هيئة تطوان بتسجيله ، فهو الان محام ، ولم يبق امامه سوى آداء القسم المهني . ومهما كانت الاعتبارات والخلفيات  التي يستند إليها وعليها البعض من المحامين والمحاميات في معارضة هذا القرار،  فان الحسم في أمره يبقى  موكولا لجهة اخرى وهي القضاء. مع العلم  والتذكير بان امكانية الطعن في قرار التسجيل ،متاحة  فقط  وحصريا للوكيل العام لدى استئنافية تطوان.

وحتى تتاح في مثل هذه الحالة  التي يعارض فيها محام او محامين طلبات تسجيل بعد المرشحين وخاصة من القضاة ،إمكانية الطعن في قرارات قبول تسجيلهم في إحدى هيئات المحامين بالمغرب ،يتعين أن  يسد الفراغ التشريعي بشأنها ، وفي انتظار ذلك فان مسالة قرار قبول تسجيل ذ/الهيني  بالنسبة للدفاع ،وخاصة ممن يعارضونه،تبقى ،وإلى واجل غير مسمى ،حبيسة النقاش الفقهي لاغير . ومن ناحية أخرى ،فإنه في حال الطعن في القرار، فلاستاذ الهيني، وحده من يملك الحق في تكليف من سيدافع عنه في مواجهة الوكيل العام، الذي نتمنى ،في ظل التغيير الجديد لتنظيم السلطة القضاىية، ان يواجه كل محاولة تروم الى إلباسه جبة الدفاع عن الموقف الحزبي  فيتحول من وكيل عن القانون  والمجتمع الى وكيل عن الساسة من المتحزبين أو من غيرهم ، نقول هذا ونحن  نتخوف من الطعن  في حد داته لأن ممارسته تشكل  قرينة، ولو بسيطة، توحي بذلك !؟!؟! وماقناه بشأن الوكيل العام ينطبق على المحكمة أيضا في شخص غرفة المشورة .

وفي الختام  نقول لكل  زملائنا وزميلاتنا من المحامين والمحاميات أن دورنا كدفاع سواء بالنسبة للقضايا التي كلفنا للدفاع عن موكلينا أو تلك التي نتولى مناقشتها في إطار التحليل والنقاش الفقهي ،اولى وأسبق عن أي انتماء حزبي، لأن تقديم الانتماء يجردنا من دورنا كدفاع ويحولنا في الكثير من المواقف إلى سلطة للاتهام ويساهم بالتالي  في تفرقة الدفاع وانقاسمهم وهو الواقع للأسف الذي يستغله المناهضون لأي دور طلائعي للمحامين والمحاميات ويعملون جهد المستطاع من اجل تكريسه والحفاظ عليه واستمراره طالما أنه يخدم مصالحهم الحزبية والسياسية والاقتصادية.



الاثنين 17 أكتوبر 2016

تعليق جديد
Twitter