MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers





البيان الختامي للدورة الثالثة للمنتدى البرلماني المغربي الإسباني المنعقد ما بين 13 و15 يناير الجاري بالرباط

     



البيان الختامي للمنتدى البرلماني المغربي الإسباني



إن برلمان المملكة المغربية بمجلسيه، مجلس النواب ومجلس المستشارين، والكورتيس الاسباني بمجلسيه، مجلس النواب والسينادو، المجتمعين في الدورة الثالثة للمنتدى البرلماني المغربي الاسباني في الرباط - عاصمة المملكة المغربية بتاريخ 14 يناير 2015 :

- اعتبارا للأهمية الخاصة التي أصبحت للمنتدى البرلماني كملتقى نموذجي لعلاقة برلمانية ثنائية تهتدي بمرجعية حضارية تاريخية عميقة، وتتمثل مختلف أوجه الجوار الجغرافي والتاريخي والجيواستراتيجي وتؤسس للمستقبل. وانطلاقا من القناعة المشتركة بضرورة مواصلة نشاطه المنتظم كفضاء للتلاقي والحوار والإنصات المتبادل في كل الظروف، وحول مجموع القضايا والانشغالات الثنائية.

- واستحضاراً لخلاصات الحوار الرفيع المستوى بين برلماني البلدين حول المحاور المدرجة في جدول أعمال الدورة الثالثة للمنتدى فإننا نؤكد ما يلي :

1 - استحضارنا المشفوع بالاحترام والامتنان للعلاقات الأخوية العالية التي تربط بين العاهلين الكريمين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب الجلالة الملك فيليب السادس، كمنبع لحسن الجوار وضمان للتعاون المثمر والتفاهم المستمر والتشاور الدائم كلما تعلق الأمر بالحفاظ على مصالح بلدينا.

2 - استثمار العمق التاريخي لبلدينا، والعلاقات المتينة بين شعبينا وبلدينا لاستشراف آفاق المستقبل وتحصين المكتسبات والتعاون المثمر لمجابهة التحديات المشتركة.

3 - إدراكنا المتواصل لمكانة بلدينا في الفضاء الأورومتوسطي، ولما يقتسمانه من قيم إنسانية حيوية وتصور مفتوح للموقع الجيواستراتيجي الذي يتماس فيه البلدان الصديقان، ويتبادلان المصالح المادية والرمزية وكل عوامل الجذب والرواج والعبور والدينامية. والاستثمار والتآزر والتشاور في جميع القضايا المشتركة خدمة لصالح بلدينا.

4 – تمسكنا بروح وخلاصات وتوصيات المنتدى البرلماني المغربي الاسباني في دورته الأولى في الرباط بتاريخ 5 شتنبر 2012، ودورته الثانية المنعقدة في مدريد بتاريخ 23-24 شتنبر 2013.

5 – تثميننا وارتياحنا الصادق لسيرورة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين المغرب واسبانيا، ونموها المضطرد، وتحسن معاملاتها وأرقامها، وحيوية وتنوع نشاطها.

6 – حرصنا الأكيد، في المغرب وإسبانيا، على مواصلة الجهود ومضاعفتها بما تقتضيه المرحلة الراهنة من متطلبات الحرص والحذر والتنسيق والتعاون القوي على مستوى التعاون الأمني، خصوصا في ظل ما تشهده المنطقة المتوسطية وبلدان الساحل والصحراء من تسارع في وتيرة الظواهر الأمنية المقلقة والأحداث والمستجدات المتصاعدة الخطيرة من إرهاب وتطرف وجريمة منظمة وتهريب البشر وتهريب ورواج الأسلحة والمخدرات، وفي هذا الإطار نعبر عن تنديدنا الشديد بالإرهاب في كل تجلياته، واستعدادنا المتواصل للانخراط في كل المبادرات الهادفة إلى محاربة الإرهاب والتطرف بمختلف أشكاله.

7- تأكيدنا على القيمة النوعية للتعاون الثقافي والتربوي الاسباني المغربي القائم على سنن حضارية حية وتوازن خلاق.

8 – اعتزازنا الراسخ بالتراكم الحضاري والاجتماعي للجالية الاسبانية في المغرب والجالية المغربية في إسبانيا، في صور من الهجرة المنظمة المنتجة للقيم والتعبيرات الثقافية الثرية، والتي تنم عن كرم الضيافة والاستضافة والصداقة في بناء جديد لذاكرتنا المشتركة، والتبادل الرمزي لشعبينا، وإثراء المعنى الإنساني للإقامة على الأرض واقتسام الأفق الحر للحياة.

9 – رصدنا الإيجابي لمسار البناء الديموقراطي وتعزيز الاصلاحات التي تنحو منحى التحديث والدمقرطة والانفتاح في المملكة المغربية.

استنادا إذن إلى هذه الاعتبارات، وبناء على مجمل العروض والمناقشات الجادة التي ميزت الدورة الثالثة للمنتدى البرلماني المغربي الاسباني، فإننا نعلن عن الارتياح المشترك للمناخ الأخوي المثمر الذي ميز أشغالنا وحوارنا وتطابق وجهات نظرنا حول مجال التعاون الاقتصادي، والأمني ومتطلباته في ظل التحديات المشتركة، والاهتمام المواكب لظاهرة الهجرة والتنقلات المختلفة بين بلدينا، فضلا عن تنامي الاحساس لدى أعضاء هذا المنتدى بالدور الحيوي للمؤسسة البرلمانية في حوارنا وتعاوننا وتقريب التوجهات والأفكار فيما بيننا.

- ندعو إلى مواصلة العمل على تعزيز وتنويع وتوسيع سبل التعاون السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والثقافي والتربوي بين البلدين، وذلك بوعي استراتيجي راسخ لامجال فيه لأي ظروف طارئة أو حسابات تاكتيكية.

10 - نعتبر أن المصير المغربي الاسباني واحد، صنعته الجغرافيا، وصاغت ملامحه تجربتنا التاريخية، وتتحكم فيه انتماءاتنا إلى الفضاء المتوسطي، إلى روح العصر، وإلى القيم والدفاع عن المبادئ الكونية والانسانية وفي السلم والاستقرار والأمن والرفاه المشترك.

11 - ندعو إلى المزيد من التفاعل بين مكونات المجتمع المدني في بلدينا، والحوار بين الفاعلين في حقول السياسة والاقتصاد والثقافة والآداب والفنون والرياضة والمجتمع، والحرص على تبادل الخبرات والكفايات في جميع الميادين.

12 - نؤكد على أن ماساد حوارنا في هذا المنتدى، منذ دورته الأولى وحتى الآن، من تفاهم وصراحة لايمكنه إلا أن يعزز إرادتنا في تنسيق الجهود والمواقف بين البرلمانين الاسباني والمغربي في مختلف المنتديات الجهوية والدولية، وذلك خدمة لقضايانا المشتركة وإسهاما منا في استتباب السلم والأمن والاستقرار في العالم.

 

13 - وختاماً، نعهد مجدداً إلى هيأة الكتاب العامين للبرلمانين الاسباني والمغربي بمتابعة العمل على تنفيذ توصيات هذا المنتدى آملين أن يتجدد لقاؤنا في الدورة المقبلة في إسبانيا حول أفكار وآفاق تخدم شعبينا والمصالح العليا لبلدينا الصديقين.

وحرر في الرباط، بتاريخ 14 يناير 2015

في نسختين أصليتين بالإسبانية والعربية.



الجمعة 16 يناير 2015

تعليق جديد
Twitter