ما المقصود بالعنف الرقمي ضد النساء
العنف الرقمي يُقصد به "أي اعتداء أو تهديد، ابتزاز، تشهير، إيذاء مادي أو معنوي، ضد المرأة عبر وسائل وتقنيات رقمية (إنترنت، شبكات اجتماعية، رسائل، وسائط إلكترونية…)".
من أشكال هذا العنف: التحرش الإلكتروني، التشهير ونشر أخبار أو صور كاذبة أو مسيئة، خطاب كراهية ضد النساء، الترهيب، الابتزاز، أحيانًا «ابتزاز جنسي» أو تهديد، بل وتشجيع العنف أو الكراهية الجنسية.
مدى انتشار العنف الرقمي في المغرب
وفق تقرير حديث فإن نحو 1.5 مليون امرأة مغربية تعرَّضن لبعض أشكال العنف عبر الإنترنت.
دراسة أنجزت سنة 2023 لفتت إلى أن 49٪ من الضحايا تعرضن «مراسلات أو تواصلات غير مرغوبة»، تليها الإساءة اللفظية.
يوصف العنف الرقمي في المغرب بأنه "جائحة صامتة" وأورد أن نسبة النساء اللواتي واجهن نوعاً من العنف عبر الفضاء الرقمي قد تصل إلى 60٪ من مستخدمات الإنترنت.
بين الفتيات المراهقات (15–19 سنة) ارتفعت النسبة: العنف الرقمي يمثل 34٪ من أشكال العنف ضدهن بحسب بعض التقارير.
هذه الأرقام تظهر أن العنف الرقمي ليس مجرد ظاهرة هامشية بل يشكل جزءًا كبيرًا من معاناة النساء في المجتمع المغربي، خصوصًا بين الشابات.
الأبعاد الاجتماعية والقانونية
رغم أن المغرب اعتمد القانون 103.13 المتعلق بمحاربة العنف ضد النساء سنة 2018 لحماية النساء من أشكال العنف، إلا أن هذا القانون — بحسب باحثين ونشطاء — لا يغطي بشكل واضح أو كاف «العنف الرقمي» داخل تعريفاته.
هناك دعوات من جمعيات ومنظمات مجتمع مدني لملء هذا الفراغ القانوني، عبر تعديل القانون لإدراج تعريف صريح للعنف الرقمي، مع عقوبات رادعة لمن يرتكبه.
من جهة اجتماعية: دراسات تشير إلى أن العنف الرقمي يتأثر بـ «تمثلات اجتماعية وثقافية» — أي الصور النمطية تجاه المرأة، ضعف الوعي، وصعوبة الإبلاغ — ما يجعل الكثير من الحالات تتستر أو لا يتم الإبلاغ عنها.
جهود وآليات مواجهة — ما الجديد؟
في نوفمبر 2025، أطلق المجلس الوطني لحقوق الإنسان حملة وطنية لمناهضة العنف الرقمي ضد النساء والفتيات تحت شعار منسكتوش على العنف.
كذلك أطلقت جمعيات مدنية — مثل جمعية التحدي للمساواة والمواطنة — مرصدًا لحماية ضحايا العنف الرقمي، دعمهن، والعمل على فضاء رقمي آمن.
على المستوى القانوني، تم فتح نقاش عام لتوسيع القانون 103.13 ليشمل بشكل صريح العنف التقني/الرقمي ضمن التعريفات.
من جهة التوعية: منظمات نسوية، إعلام، وجمعيات حقوقية تعمل على حملات للتعريف بمخاطر العنف الرقمي، تشجيع الضحايا على الإبلاغ، ومطالبة المنصات الرقمية بمزيد من الحماية.
لماذا العنف الرقمي مهم أن نتحدث عنه؟
لأنّه غالبًا «صامت»، أي لا يترك آثارًا جسدية واضحة، فيصعب كشفه أو الاعتراف به، بينما التأثير النفسي والمعنوي على الضحية كبير جدًا.
لأن الإنترنت وشبكات التواصل أصبحت جزءاً من حياة الناس اليومية — النساء والفتيات — والتهديد أصبح دائم، مما يعني أن الفضاء الرقمي يجب أن يكون مأمونًا بقدر الفضاء “ الواقعي“.
لأنه مرتبط بحقوق الإنسان الأساسية: حق المرأة في الأمان، في حرية التعبير، في المشاركة الفعلية في الفضاء العام (سياسي، إعلامي، اجتماعي) دون خوف من المضايقة أو التشهير.
بيانات وإحصائيات عن العنف الرقمي ضد النساء في المغرب
2023 — المندوبية السامية للتخطيط (مذكرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة): قرابة 1.5 مليون امرأة تعرضن للعنف الإلكتروني (رسائل، مكالمات، رسائل نصية…).
نفس المصدر 2023 : العنف الإلكتروني يمثل 19٪ من مجموع أشكال العنف ضد النساء.
عند الفتيات 15-19 سنة: النسبة ترتفع إلى 34
٪.
٪.
عند النساء 20-24 سنة: 28
٪.
حسب حملة وطنية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان: "واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض للعنف الرقمي".
التقرير يشير إلى أن “أكثر من 1.5 مليون امرأة” سبق أن تعرضت لبعض أشكال العنف عبر الفضاء الرقمي.
تم الاعتماد في إنجاز هذا التقرير المقتضب عاى تقارير ومراجع ومواقع متعددة



الدكتوراه في قانون العقود والعقار ـ إشراف الدكتور إدريس الفاخوري
حول العنف الرقمي ضد النساء والفتيات

