MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers

الأكثر قراءة

أرشيف وجهة نظر

الأستاذ المصطفي الرميد يرد: إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي (أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)

النقيب الجامعي: رسالة إلى الاستاذ مصطفى الرميد، لست لا مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا ؟

La Cour constitutionnelle censure le nouveau code de procédure civile marocain

رفع القبعة للمحكمة الدستورية .. استقلالية القضاة في دستور 2011 المغرب، ركيزة أساسية لدولة الحق والقانون

نطاق المسائل الدستورية وغير الدستورية لتعديلات النظام الداخلي لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الدستورية رقم 256/25 بتاريخ 2025/08/04 في الملف عدد 304/25

المسائل الثمانية غير الدستورية في قانون المسطرة المدنية حسب قرار المحكمة الدستورية

الملك ومشروع التحول الوطني: قراءة في خطاب العرش 2025

ملاحظات بشأن نظرية الخرق الدستوري البين على ضوء قرار المحكمة الدستورية بخصوص فحص عدم دستورية بعض مواد قانون المسطرة المدنية.

تأمين الميزانية المغربية في عصر التفوق الكمومي

د. الهيني يكتب "رأي بشأن عدم دستورية المادة 604 من قانون المسطرة المدنية"



​أوربا بين تركيا والمغرب

     



​أوربا بين تركيا والمغرب

تؤكد خلاصات مفاوضات الاتحاد الأوروبي وتركيا حول ملف اللاجئين أن الاتحاد بصدد السماح برفع التأشيرة عن المواطنين الأتراك، والسماح لهم وفق شروط، بحرية التنقل في دول الاتحاد الأوروبي، شأنهم شأن جميع الدول الستة والعشرين الموقعة على اتفاقية شنغن.

ورغم أن المفاوضات لم تحسم بعد، لأن تركيا "يجب عليها أن تلبي بعض الشروط"، بتعبير المسؤولين الأوروبيين، إلا أن قبول تركيا إعادة المهاجرين الذين عبروا بحر إيجه إلى اليونان من سواحلها واحتضانهم فوق أراضيها مقرون برضوخ الاتحاد الأوروبي لمطالب أنقرة التي تلوح بورقة اللاجئين في ظل أكبر موجات لجوء تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

تظهر هذه المفاوضات أن أوروبا لم تعد لها اختيارات كثيرة أمام التغيرات الجيوسياسية التي تحيط بها؛ فإما أن تنفتح على ما وراء الحدود الجغرافية للاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز حظوظ وحدتها، أو تنغلق على نفسها وتترك فضاء شنغن عرضة للتشتت أمام صعود قوى اليمين المتطرف في عدد من دولها، ممن لا يرون جدوى في ترك الحدود الوطنية مفتوحة أمام الأشخاص والبضائع والرساميل.

انفتاح أوربا اليوم على محيطها الجغرافي لم تعد تمليه ظروف الحرب العالمية الثانية والحاجة إلى تكتل اقتصادي وعسكري يحميها.. اليوم أوربا غير المنفتحة هي أوربا المنتصرة لقيم اليمين المتطرف، هي أوربا المعرضة لانتصار قيم الخوف والإرهاب وإقصاء الآخر، هذا الآخر الذي ساهم في بناء أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، وهو نفسه الذي أغناها بما حمله لها من رصيد ثقافي وإنساني وعمراني بالمعنى الخلدوني يمتد لآلاف السنين. يمكن الجزم بأن المهاجرين الذين قصدوا أوربا على مر التاريخ لم ينقلوا لها فقط سواعدهم وخبراتهم وعرقهم، لقد نقلوا لها أيضا ملخص الحضارة وعصارة تجارب إنسانية سبقت في كثير من الأحيان أوربا في مجال بناء المشترك الإنساني.

من هنا يكون الانفتاح بمعناه العام، وخصوصا الجغرافي، قدر أوربا وخيارها الوحيد لكي تستمر ولو نظريا القيم التي أنشت من أجلها.

لكن هذا الانفتاح على المجال الجغرافي غير المنتمي للاتحاد الأوروبي، وأساسا على جنوب المتوسط وأقصى شرق القارة العجوز، يعني أيضا ضمان استقرار الدول المكونة لهذا الفضاء الذي لا تفصله سوى كيلومترات معدودة عن أوروبا؛ لذلك فإن دعم الاتحاد الأوروبي للاستقرار وتشجيع التنمية في دول الجوار، كالمغرب والمنطقة المغاربية، هو أيضا استثمار غير المباشر في سبيل أمن واستقرار الدول الأوروبية؛ ومن هذا المنظور يمكن التأكيد على أن حل ملف الصحراء بما يضمن السيادة المغربية هو اختيار حيوي يصب في مصلحة أوروبا أولا وقبل كل شيء.

من جهة أخرى فإن مستوى المفاوضات بين الاتحاد الأوربي وتركيا يمكن أن يشكل عنصر إلهام بالنسبة للسياسة الخارجية المغربية. فوجود مصالح مشتركة ومفاوضات تضع تركيا في موقف قوة أمام نظرائها الأوروبيين، ولم يعد أحد من حراس معبد حقوق الإنسان والقيم الكونية يثير مسألة الأقليات الكردية أو المسألة الأرمينية التي تعتبر خطا أحمر بالنسبة لأنقرة. يذكر الجميع كيف كان الإعلام الأوربي والساسة الأوربيون يستغلون كل مناسبة من أجل تقديم تركيا كدولة منتهكة لحقوق الإنسان، وتقديم قضية الأرمن باعتبارها أولوية دولية.. كل هذا لم يعد مدرجا ضمن السياسات الإعلامية الأوروبية، ولم يعد مدرجا ضمن الخطاب السياسي ولا حتى الحقوقي.

لقد أصبح تدفق المهاجرين على أوربا من بوابة تركيا الملف الذي تضعه تركيا بقوة في أي مفاوضات. ألم يكن حال المغرب مع الهجرة الإفريقية نحو أوربا مشابها للحالة التركية، مع فارق نوع المهاجرين فقط؟ ألم تكن الأعداد المتوجهة نحو المغرب من إفريقيا قاصدة الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط تتزايد بشكل مطرد؟ لذلك يطرح السؤال حول الدبلوماسية المغربية مدى حسن استعمالها لهكذا أوراق في المفاوضات مع الجار الشمالي.

أصبح من الضروري على الدبلوماسية المغربية أن تحسن من قدراتها وتدافع بشكل أفضل عن حقوقها ومصالحها؛ فالمغرب يساهم بوضوح في الحفاظ على أمن أوروبا أكثر من تركيا، وعمل قبل تركيا على احتضان المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، انطلاقا من واجبه الإنساني في الحفاظ على أرواح هؤلاء الأشخاص من مخاطر ركوب المتوسط بشكل غير قانوني، ومن أجل تجنيب الدول الأوروبية، المآسي والأحزان التي تخلفها جثث المهاجرين التي تصورها وسائل الإعلام منتشرة في شواطئ الضفة الأخرى من المتوسط.

كما يفترض على أوروبا، من جهة أخرى، وضع قطيعة مع النظرة الكلونيالية والتصورات القديمة في انفتاحها على الفضاء الخارجي، وإرساء علاقات مع دولها ودول الجوار مبنية على أساس رابح رابح، مثلما أشار إلى ذلك صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري.




الجمعة 20 مايو 2016
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter