وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، مساء يوم الجمعة، خطابا ساميا إلى شعبه الوفي، وذلك بمناسبة القرار التاريخي الذي اعتمده مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2797، الداعم لمبادرة الحكم الذاتي للصحراء المغربية، تحت سيادة المملكة المغربية، والذي يشكل تحولا نوعيا في مسار تسوية النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
القراءة التحليلية للخطاب الملكي
استهل جلالة الملك خطابه بآية افتتاحية من سورة الفتح، بسم الله الرحمن الرحيم " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " صدق الله العظيم.
وتحيل كلمة الفتح بمعناها الرمزي والروحي أي النصر والتمكين، بعد كفاح وتضحية وصبر طويل، ويفهم من " الفتح المبين " إشارة إلى الانتصار الدبلوماسي والسياسي المغربي في قضية الصحراء بعد نصف قرن من الكفاح.
الآية منحت للخطاب الملكي السامي طابعا دينيًا وروحيًا، وتؤطر ما سيأتي كـ " فتح وطني كبير "، " البداية ".
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
شعبي العزيز، بعد " خمسين سنة " من التضحيات، ها نحن نبدأ، بعون الله وتوفيقه، فتحا جديدا، في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، في إطار حل توافقي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي."
التحليل : هنا أعلن جلالة الملك محمد السادس نصره الله رسميا عن مرحلة جديدة في تاريخ المملكة المغربية " الملف الصحراوي " سماها " بالفتح الجديد "، ومن خلال تحليل هذه العبارة، فإن المملكة المغربية انتقلت بعد قرار مجلس الأمن من النضال إلى الحسم حول قضية الصحراء المغربية، هو تحول موسوم بالصبر والكفاح، هو تحول من الدفاع عن مغربية الصحراء إلى " الطي النهائي " للنزاع المفتعل.
عبارة " حل توافقي " من خلالها يؤكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله أن المغرب لا يزال يتبنى المنهج السياسي الواقعي الذي يرضي جميع الأطراف ، بدل الصراع وافتعال المشاكل عبر المبادرة الملكية الحكيمة، " مبادرة الحكم الذاتي " كحل شرعي نهائي.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
"وإنه من دواعي الاعتزاز، أن يتزامن هذا التحول التاريخي، مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب."
التحليل : ربط جلالة الملك محمد السادس نصره الله قرار مجلس الأمن بـ رمزيتين تاريخيتين مقدستين لدى المغاربة كافة وهي : تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والتي تعبر عن الوحدة الترابية، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب والتي تعبر عن سيادة الدولة المغربية، هذا الربط الزمني لم يكن اعتباطيا، بل يدمج تاريخ المغرب، ويعيد الذاكرة للتطور الأممي الجديد في ذاكرة السيادة الوطنية المتسمة بالصبر والكفاح.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
"وبهذه المناسبة، يسعدني أن أتقاسم معك اليوم، مشاعر الارتياح، لمضمون القرار الأخير لمجلس الأمن."
التحليل : أعلن جلالة الملك محمد السادس نصره الله عن ارتياحه للقرار الأممي الأخير، في إشارة إلى التحول النوعي في موقف مجلس الأمن لصالح المغرب، الخطاب أظهر الثقة الدبلوماسية الدائمة لجلالة الملك نصره الله، كما أن الموقف الأممي يفهم منه أنه لم يعد متوازنا كما في السابق، بل أصبح أقرب بكثير إلى موقف المملكة المغربية.
ولطالما كان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قريبا من المغاربة وهذا ما يفهم من عبارة " أتقاسم معك " في دلالة على إدماج وإشراك الشعب المغربي في كل قضاياه، خاصة القضية الوطنية ولحظة النصر الدبلوماسي هذه.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
"إننا نعيش مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث. فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده."
التحليل : يصبح يوم 31 أكتوبر 2025 رمزًا جديدًا في تاريخ المملكة المغربية مثل ذكرى 6 نونبر 1975، أي هو منعطف تاريخي هام، يشكل تحولا جذريًا في النزاع المفتعل، أي أن المملكة المغربية بدأت مرحلة جديدة ما بعد الشرعية الأممية.
مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله
"لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية."
التحليل : هو إعلان صريح عن سيادة المملكة المغربية الكاملة والنهائية على كل التراب الوطني، وهو بمثابة غلق الباب على أي نقاش حول مسألة "تقرير المصير" أو "الحدود المتنازع عليها"، هذه العبارة تكرس لمنطق الدولة الموحدة الكاملة السيادة، وأن هذه السيادة غير قابلة للتجزئة.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"لقد قلت في خطاب سابق، أننا انتقلنا في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير."
التحليل : أعاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله التأكيد على ما سبق وأن تناوله في الخطاب الملكي السامي يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة حيث أكد جلالته أمام البرلمان أن ملف الصحراء المغربية يمر من " مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير"
"لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف".
مقتطف من الخطاب الملكي السامي يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 بمناسبة افتتاح الدورة "الخريفية" الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.
ومن خلال هذه المناسبة كان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قد خصص خطابه بالكامل عن الحديث عن القضية الوطنية الأولى للمغرب، والمتمثلة في ملف الصحراء المغربية والوحدة الترابية.
هو تأكيد على أن المملكة المغربية تحولت من “إدارة النزاع” إلى “تغيير معطياته”، أي أن المغرب لم يعد ينتظر الحل، بل يشارك في صناعته داخليا وخارجيا، عبر التنمية الشاملة، وعبر الدبلوماسية الحكيمة تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"فالدينامية التي أطلقناها، في السنوات الأخيرة، بدأت تعطي ثمارها على جميع الأصعدة."
التحليل : هذه الجملة تلخص جملة من النجاحات التي حققتها المملكة المغربية المتعددة المسارات، انطلقت من خلال الرعاية الملكية السامية التي ترجمت على شكل مشاريع تنموية كبرى بالأقاليم الجنوبية " المغرب الواحد "، بالإضافة إلى فتح قنصليات بهذه الأقاليم التي ترسخ لمغربية الصحراء، استثمارات وشراكات مهمة، ومواقف دولية داعمة.
جلالة الملك محمد السادس نصره الله ربط هذا القرار أو النجاح الأممي، بنتائج العمل الميداني الواقعي الذي تشده الأقاليم الجنوبية، ليؤكد أن هذا النصر التاريخي لم يأتي صدفة بل هو ثمرة إرادة ملكية سامية، وكفاح وصبر شعب.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"ثلثي الدول بالأمم المتحدة، أصبحت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي، هي الإطار الوحيد لحل هذا النزاع."
التحليل : إن رقم “ثلثي الدول” رسالة قوية للمنتظم الدولي أن الأغلبية الساحقة مع الطرح المغربي، المتعلق بمبادرة " الحكم الذاتي "، التي لم تعد مبادرة فقط بل مرجع دولي رسمي، وأن اعتماد المنطق العددي في الخطاب الملكي السامي هو دليل وحجة شرعية.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"الاعتراف بالسيادة الاقتصادية للمملكة على الأقاليم الجنوبية عرف تزايدا كبيرا..."
التحليل : هنا يُدخل جلالة الملك مفهوم “السيادة الاقتصادية” كمستوى جديد من الاعتراف، وهو تطور مهم جدًا، حيث عرفت الأقاليم الجنوبية تطورا ملحوظا على المستوى الاقتصادي...، كما أن دول العالم بدأت تتعامل مع الصحراء المغربية كفضاء اقتصادي جذاب للاستثمارات.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"اليوم ندخل، والحمد لله، مرحلة الحسم على المستوى الأممي..."
التحليل : عبارة " اليوم ندخل " والتي تدل على أن المملكة المغربية ندخل " مرحلة جديدة" هي مرحلة " الحسم الأممي "، وتعني أن الأمم المتحدة — عبر مجلس الأمن — أقرت مبدأ أن الحكم الذاتي هو المرجع الواقعي الوحيد، وبالتالي فإن المملكة المغربية تعلن عن انتهاء مرحلة المناصفة الدبلوماسية بين الأطراف، وبدء مرحلة "تثبيت مغربية الصحراء".
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"سيقوم المغرب بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي..."
التحليل : من خلال هذه العبارة فإننا أمام تحول استراتيجي تشريعي ودبلوماسي: والذي يمكن استنتاجه من خلال مشروع الحكم الذاتي الذي سيصبح نسخة رسمية قابلة للتطبيق العملي أمام الأمم المتحدة.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بعبارات الشكر..."
التحليل : جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يؤكد أن المملكة المغربية لا تنسى شركائها الدوليين، وتقدم لهم كل الشكر، وذكر بذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي تجمعه مع المملكة المغربية أواصر صداقة تاريخية قوية مبنية منذ عقود، وذكر جلالته كذلك دول فرنسا، بريطانيا، إسبانيا…، ومن خلال هذا نستنتج أن الدبلوماسية الملكية راكمت شبكة من الدعم الموسعة والمتنوعة الواضحة المواقف، وتوجه أيضا بجزيل الشكر لكل الدول العربية والإفريقية الشقيقة.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"يبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب..."
التحليل : وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله رسالة عميقة هادئة، أي أن رغم النصر الدبلوماسي، إلا أن المملكة المغربية بصيغة صريحة “لا غالب ولا مغلوب” تعيد إنتاج منطق التوافق الدولي، وهي بذلك لا تسعى لخلق أي مشكل.
مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله
"نوجه نداء صادقا لإخواننا في مخيمات تندوف..."
التحليل : هو نداء لإخواننا المغاربة في تندوف، هذا النداء الملكي السامي، يعبر بوضوح عن البعد الإنساني الكبير لجلالة الملك، وهو نداء للوحدة والتسامح.
مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله
"أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف..."
التحليل : أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله على مبدأ مهم وهو مبدأ المواطنة المتساوية بين جميع المغاربة لا إقصاء، لا تمييز، وأن للمملكة المغربية مستعدة لاستيعاب كل أبنائها.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق..."
التحليل : وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله نداء أخوي، هو ليس الأول من نوعه، إلى عبد المجيد تبون رئيس دولة الجزائر، وهو تأكيد أن المملكة المغربية لم ترفض يوما قط الحوار الاخوي، بل تنتظره وهي مستعدة له.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"كما نجدد التزامنا بإحياء الاتحاد المغاربي..."
التحليل : من خلال هذه العبارة يمكن استنتاج أن يد المملكة المغربية كانت ولا تزال ممدودة لدول الجوار لخلق مشروع الاتحاد المغاربي، وهي دلالة على أن المغرب يفكر بمنطق إقليمي استراتيجي، لا حدودي ضيق، أي أن المملكة المغربية تتبنى وحدة مغاربية، بدل الانغلاق.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"إن ما تعرفه أقاليمنا الجنوبية من تنمية شاملة..."
التحليل : تأكيد جلالة الملك محمد السادس نصره أن ما تعرفه الأقاليم الجنوبية من تنمية شاملة وأمن واستقرار، هو بفضل تضحيات جميع المغاربة.
خلاصة : الخطاب الملك
ي السامي بمناسبة قرار مجلس الأمن ليس مجرد “رد فعل على قرار أممي”، بل إعلان رسمي لمرحلة جديدة ما بعد النزاع، هو خطاب يمزج بين النصر الدبلوماسي، والرؤية التنموية، والنداء الإنساني، وفتح الحوار...، ويمثل “عقيدة سياسية جديدة” مفادها : أن المملكة المغربية لم تعد تدير قضية الصحراء، بل تعيد تشكيل معالمها على الأرض وفق القانون الدولي.
كتبها يوسف بنشهيبة باحث في العلوم الجنائية والأمنية
القراءة التحليلية للخطاب الملكي
استهل جلالة الملك خطابه بآية افتتاحية من سورة الفتح، بسم الله الرحمن الرحيم " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " صدق الله العظيم.
وتحيل كلمة الفتح بمعناها الرمزي والروحي أي النصر والتمكين، بعد كفاح وتضحية وصبر طويل، ويفهم من " الفتح المبين " إشارة إلى الانتصار الدبلوماسي والسياسي المغربي في قضية الصحراء بعد نصف قرن من الكفاح.
الآية منحت للخطاب الملكي السامي طابعا دينيًا وروحيًا، وتؤطر ما سيأتي كـ " فتح وطني كبير "، " البداية ".
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
شعبي العزيز، بعد " خمسين سنة " من التضحيات، ها نحن نبدأ، بعون الله وتوفيقه، فتحا جديدا، في مسار ترسيخ مغربية الصحراء، والطي النهائي لهذا النزاع المفتعل، في إطار حل توافقي، على أساس مبادرة الحكم الذاتي."
التحليل : هنا أعلن جلالة الملك محمد السادس نصره الله رسميا عن مرحلة جديدة في تاريخ المملكة المغربية " الملف الصحراوي " سماها " بالفتح الجديد "، ومن خلال تحليل هذه العبارة، فإن المملكة المغربية انتقلت بعد قرار مجلس الأمن من النضال إلى الحسم حول قضية الصحراء المغربية، هو تحول موسوم بالصبر والكفاح، هو تحول من الدفاع عن مغربية الصحراء إلى " الطي النهائي " للنزاع المفتعل.
عبارة " حل توافقي " من خلالها يؤكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله أن المغرب لا يزال يتبنى المنهج السياسي الواقعي الذي يرضي جميع الأطراف ، بدل الصراع وافتعال المشاكل عبر المبادرة الملكية الحكيمة، " مبادرة الحكم الذاتي " كحل شرعي نهائي.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
"وإنه من دواعي الاعتزاز، أن يتزامن هذا التحول التاريخي، مع تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب."
التحليل : ربط جلالة الملك محمد السادس نصره الله قرار مجلس الأمن بـ رمزيتين تاريخيتين مقدستين لدى المغاربة كافة وهي : تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، والتي تعبر عن الوحدة الترابية، والذكرى السبعين لاستقلال المغرب والتي تعبر عن سيادة الدولة المغربية، هذا الربط الزمني لم يكن اعتباطيا، بل يدمج تاريخ المغرب، ويعيد الذاكرة للتطور الأممي الجديد في ذاكرة السيادة الوطنية المتسمة بالصبر والكفاح.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
"وبهذه المناسبة، يسعدني أن أتقاسم معك اليوم، مشاعر الارتياح، لمضمون القرار الأخير لمجلس الأمن."
التحليل : أعلن جلالة الملك محمد السادس نصره الله عن ارتياحه للقرار الأممي الأخير، في إشارة إلى التحول النوعي في موقف مجلس الأمن لصالح المغرب، الخطاب أظهر الثقة الدبلوماسية الدائمة لجلالة الملك نصره الله، كما أن الموقف الأممي يفهم منه أنه لم يعد متوازنا كما في السابق، بل أصبح أقرب بكثير إلى موقف المملكة المغربية.
ولطالما كان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قريبا من المغاربة وهذا ما يفهم من عبارة " أتقاسم معك " في دلالة على إدماج وإشراك الشعب المغربي في كل قضاياه، خاصة القضية الوطنية ولحظة النصر الدبلوماسي هذه.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله*
"إننا نعيش مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث. فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده."
التحليل : يصبح يوم 31 أكتوبر 2025 رمزًا جديدًا في تاريخ المملكة المغربية مثل ذكرى 6 نونبر 1975، أي هو منعطف تاريخي هام، يشكل تحولا جذريًا في النزاع المفتعل، أي أن المملكة المغربية بدأت مرحلة جديدة ما بعد الشرعية الأممية.
مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله
"لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية."
التحليل : هو إعلان صريح عن سيادة المملكة المغربية الكاملة والنهائية على كل التراب الوطني، وهو بمثابة غلق الباب على أي نقاش حول مسألة "تقرير المصير" أو "الحدود المتنازع عليها"، هذه العبارة تكرس لمنطق الدولة الموحدة الكاملة السيادة، وأن هذه السيادة غير قابلة للتجزئة.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"لقد قلت في خطاب سابق، أننا انتقلنا في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير."
التحليل : أعاد جلالة الملك محمد السادس نصره الله التأكيد على ما سبق وأن تناوله في الخطاب الملكي السامي يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة حيث أكد جلالته أمام البرلمان أن ملف الصحراء المغربية يمر من " مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير"
"لقد قلت، منذ اعتلائي العرش، أننا سنمر في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير، إلى مرحلة التغيير، داخليا وخارجيا، وفي كل أبعاد هذا الملف".
مقتطف من الخطاب الملكي السامي يوم الجمعة 11 أكتوبر 2024 بمناسبة افتتاح الدورة "الخريفية" الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة.
ومن خلال هذه المناسبة كان جلالة الملك محمد السادس نصره الله قد خصص خطابه بالكامل عن الحديث عن القضية الوطنية الأولى للمغرب، والمتمثلة في ملف الصحراء المغربية والوحدة الترابية.
هو تأكيد على أن المملكة المغربية تحولت من “إدارة النزاع” إلى “تغيير معطياته”، أي أن المغرب لم يعد ينتظر الحل، بل يشارك في صناعته داخليا وخارجيا، عبر التنمية الشاملة، وعبر الدبلوماسية الحكيمة تحت القيادة السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"فالدينامية التي أطلقناها، في السنوات الأخيرة، بدأت تعطي ثمارها على جميع الأصعدة."
التحليل : هذه الجملة تلخص جملة من النجاحات التي حققتها المملكة المغربية المتعددة المسارات، انطلقت من خلال الرعاية الملكية السامية التي ترجمت على شكل مشاريع تنموية كبرى بالأقاليم الجنوبية " المغرب الواحد "، بالإضافة إلى فتح قنصليات بهذه الأقاليم التي ترسخ لمغربية الصحراء، استثمارات وشراكات مهمة، ومواقف دولية داعمة.
جلالة الملك محمد السادس نصره الله ربط هذا القرار أو النجاح الأممي، بنتائج العمل الميداني الواقعي الذي تشده الأقاليم الجنوبية، ليؤكد أن هذا النصر التاريخي لم يأتي صدفة بل هو ثمرة إرادة ملكية سامية، وكفاح وصبر شعب.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"ثلثي الدول بالأمم المتحدة، أصبحت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي، هي الإطار الوحيد لحل هذا النزاع."
التحليل : إن رقم “ثلثي الدول” رسالة قوية للمنتظم الدولي أن الأغلبية الساحقة مع الطرح المغربي، المتعلق بمبادرة " الحكم الذاتي "، التي لم تعد مبادرة فقط بل مرجع دولي رسمي، وأن اعتماد المنطق العددي في الخطاب الملكي السامي هو دليل وحجة شرعية.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"الاعتراف بالسيادة الاقتصادية للمملكة على الأقاليم الجنوبية عرف تزايدا كبيرا..."
التحليل : هنا يُدخل جلالة الملك مفهوم “السيادة الاقتصادية” كمستوى جديد من الاعتراف، وهو تطور مهم جدًا، حيث عرفت الأقاليم الجنوبية تطورا ملحوظا على المستوى الاقتصادي...، كما أن دول العالم بدأت تتعامل مع الصحراء المغربية كفضاء اقتصادي جذاب للاستثمارات.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"اليوم ندخل، والحمد لله، مرحلة الحسم على المستوى الأممي..."
التحليل : عبارة " اليوم ندخل " والتي تدل على أن المملكة المغربية ندخل " مرحلة جديدة" هي مرحلة " الحسم الأممي "، وتعني أن الأمم المتحدة — عبر مجلس الأمن — أقرت مبدأ أن الحكم الذاتي هو المرجع الواقعي الوحيد، وبالتالي فإن المملكة المغربية تعلن عن انتهاء مرحلة المناصفة الدبلوماسية بين الأطراف، وبدء مرحلة "تثبيت مغربية الصحراء".
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"سيقوم المغرب بتحيين وتفصيل مبادرة الحكم الذاتي..."
التحليل : من خلال هذه العبارة فإننا أمام تحول استراتيجي تشريعي ودبلوماسي: والذي يمكن استنتاجه من خلال مشروع الحكم الذاتي الذي سيصبح نسخة رسمية قابلة للتطبيق العملي أمام الأمم المتحدة.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"ولا يفوتنا هنا أن نتقدم بعبارات الشكر..."
التحليل : جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يؤكد أن المملكة المغربية لا تنسى شركائها الدوليين، وتقدم لهم كل الشكر، وذكر بذلك رئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الذي تجمعه مع المملكة المغربية أواصر صداقة تاريخية قوية مبنية منذ عقود، وذكر جلالته كذلك دول فرنسا، بريطانيا، إسبانيا…، ومن خلال هذا نستنتج أن الدبلوماسية الملكية راكمت شبكة من الدعم الموسعة والمتنوعة الواضحة المواقف، وتوجه أيضا بجزيل الشكر لكل الدول العربية والإفريقية الشقيقة.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"يبقى المغرب حريصا على إيجاد حل لا غالب فيه ولا مغلوب..."
التحليل : وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله رسالة عميقة هادئة، أي أن رغم النصر الدبلوماسي، إلا أن المملكة المغربية بصيغة صريحة “لا غالب ولا مغلوب” تعيد إنتاج منطق التوافق الدولي، وهي بذلك لا تسعى لخلق أي مشكل.
مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله
"نوجه نداء صادقا لإخواننا في مخيمات تندوف..."
التحليل : هو نداء لإخواننا المغاربة في تندوف، هذا النداء الملكي السامي، يعبر بوضوح عن البعد الإنساني الكبير لجلالة الملك، وهو نداء للوحدة والتسامح.
مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله
"أؤكد أن جميع المغاربة سواسية، لا فرق بين العائدين من مخيمات تندوف..."
التحليل : أكد جلالة الملك محمد السادس نصره الله على مبدأ مهم وهو مبدأ المواطنة المتساوية بين جميع المغاربة لا إقصاء، لا تمييز، وأن للمملكة المغربية مستعدة لاستيعاب كل أبنائها.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق..."
التحليل : وجه جلالة الملك محمد السادس نصره الله نداء أخوي، هو ليس الأول من نوعه، إلى عبد المجيد تبون رئيس دولة الجزائر، وهو تأكيد أن المملكة المغربية لم ترفض يوما قط الحوار الاخوي، بل تنتظره وهي مستعدة له.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"كما نجدد التزامنا بإحياء الاتحاد المغاربي..."
التحليل : من خلال هذه العبارة يمكن استنتاج أن يد المملكة المغربية كانت ولا تزال ممدودة لدول الجوار لخلق مشروع الاتحاد المغاربي، وهي دلالة على أن المغرب يفكر بمنطق إقليمي استراتيجي، لا حدودي ضيق، أي أن المملكة المغربية تتبنى وحدة مغاربية، بدل الانغلاق.
*مقتطف من خطاب جلالة الملك محمد السادس نصره الله *
"إن ما تعرفه أقاليمنا الجنوبية من تنمية شاملة..."
التحليل : تأكيد جلالة الملك محمد السادس نصره أن ما تعرفه الأقاليم الجنوبية من تنمية شاملة وأمن واستقرار، هو بفضل تضحيات جميع المغاربة.
خلاصة : الخطاب الملك
ي السامي بمناسبة قرار مجلس الأمن ليس مجرد “رد فعل على قرار أممي”، بل إعلان رسمي لمرحلة جديدة ما بعد النزاع، هو خطاب يمزج بين النصر الدبلوماسي، والرؤية التنموية، والنداء الإنساني، وفتح الحوار...، ويمثل “عقيدة سياسية جديدة” مفادها : أن المملكة المغربية لم تعد تدير قضية الصحراء، بل تعيد تشكيل معالمها على الأرض وفق القانون الدولي.
كتبها يوسف بنشهيبة باحث في العلوم الجنائية والأمنية



الدكتوراه في قانون العقود والعقار ـ إشراف الدكتور إدريس الفاخوري
قراءة تحليلية في الخطاب الملكي السامي على ضوء قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية"


