MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers





الموقع ينشر تقرير خبرة أدبية نقدية لخاطرة القاضي محمد الهيني مواصفات مدير الشؤون المدنية المنتظر " لا نريد أسدا ولا نمرا

     

توصل الموقع بتقرير خبرة أدبية نقدية
لخاطرة القاضي الهيني

مواصفات مدير الشؤون المدنية المنتظر" لا نريد أسدا ولا نمرا

و نظرا لما أصبحت تشكله قضية الدكتور محمد الهيني من رقم صعب في معادلة إصلاح الشأن القضائي فإنه تقرر نشر التقرير لكل غاية مفيدة



تقرير خبرة أدبية نقدية
لخاطرة القاضي الهيني

مواصفات مدير الشؤون المدنية المنتظر"لا نريد أسدا ولا نمرا"

إعداد الدكتور /محمد الكامل
أديب وناقد وشاعر
 
 
تعريف الخاطرة في اللغة العربية:

الخاطرة هي مؤنث كلمة الخَاطِرُ وهذه تعريفاتها : - الخاطر : النفْس أو القلب اضطرب خاطره لما سمع من أنباء / مرّ بالخاطر أي جال بالنفس أوالقلب /عن طيب خاطر براحة البال / هو سريع الخاطر أي سريع البديهة. وأيضاً هو ما يمرّ بالذهن من الأمور والآراء . - الخاطِرُ : الهاجِسُ . - الخاطِرُ : ما يَخْطُرُ في القلب من تدبير أَو أَمْرٍ . والجمع الخواطر وقد خَطَرَ بباله وعليه يَخْطِرُ ويَخْطُرُ بالضم الأَخيرة عن ابن جني , خُطُوراً إِذا ذكره بعد نسيان . وأَخْطَرَ الله بباله أَمْرَ كذا , وما وَجَدَ له ذِكْراً إِلاَّ خَطْرَةً ويقال : خَطَر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يَخْطُر خُطُوراً إذا وقع ذلك في بالك ووَهْمِك .

تعريفها اصطلاحا:

تعتبر الخاطرة فنا أدبيا كغيرها من الفنون الأدبية متشابهة مع القصة والرسالة في مضمونها، والأسلوب الناجح لكتابتها بشكل جيد متقارب إلى حد كبير مع أساليب القصة والرسالة والقصيدة النثرية.


موقع الخاطرة في الأدب العربي:

تصنف الخاطرة في موقع بين القصة القصيرة والشعر الحر .
ذكرسيد قطب قي كتابه النقد الأدبي أصوله ومناهجه: " هناك نوعان من العمل الأدبي نطلق عليهما لفظ المقالة وهما يتشابهان في الظاهر ويختلفان في الحقيقة , فأحدهما انفعالية وهي الخاطرة والأخرى تقريرية وهي المقالة,وتختلف الخاطرة عن المقالة من حيث الحجم بأن الخاطرة مختصرة جداً وعباراتها قليلة لكنها مركزة."
وذكرالدكتور عز الدين إسماعيل في كتابه الأدب وفنونه عن فن الخاطرة : "وهذا النوع الأدبي يحتاج في الكاتب إلى الذكاء , وقوة الملاحظة , ويقظةالوجدان" .

تعريفها أدبياً:                                                              

نثر أدبي صيغت فيه الكلمات ببلاغة أو " هي كلمة موجزة قصيرة يلقيها المتكلم خطيباً أو واعظاً من أجل التنبيه على قضية أو مسألة محددة خطرت بباله، أو أعدها مسبقاً في زمن قصير دون استطراد أو إطالة أومداخلة" . وهي كفن أدبي كغيرها من الفنون الأدبية متشابهة إلى حد كبير مع أساليب القصة والرسالة الأدبية والقصيدة النثرية إلا أنها تتميز الخاطرة بأنها غير محددة "بإيقاع أو وزن موسيقي معين أو قافية وتخلو من التفصيلات فهي تعبير عما يجول بخاطر الكاتب أي تعبر عن حالة شعورية خاصة بالكاتب في قالب أدبي بليغ ؛أي أنها انفعال وجداني وتدفق عاطفي ومن اسمها (خاطرة) هي خطر على البال مرّ أو ذكر بعد النسيان ويكون وليد اللحظة أو الحين ومدته قصيرة فهي تكتب لحظة حدوث الشيء أو بعده ولا تحتاج لاعداد مسبق ولا تحتاج لأدلة او براهين وقد تتعدد اشكالها ما بين قصر وطول كما يلي :
  • خاطرة قـصــيرة: تحتوي في الغالب على كلمات سهلة وبسيطة ومفهومة .
  • خاطرة متوسطة : وهي الأكثر جمالاً لوجود التماسك الفكري القوي وإنحصار المعنى .
  • خاطرة طــويلــة : تكون المعاني فيها كثيرة وتكون مبالغة .
 
جسم الخاطرة:

يتكون من المقدمة - العرض أو العقدة – الخاتمة( ويكون للخاطرة المكتوبة عنوان ) . - هنا يجب أن تكون المقدمة صغيرة الحجم وأن لا تطغى على العرض أو العقدة وهي تكون نزعا من التقديم الأدبي للموضوع ولكن بصورة جمالية وليس سرداً. - في العقدة أو العرض يجب أن يحدد الكاتب ماذا يريد أن يكتب وعندما يحدد الموضوع لابد أن يرسم في ذهنه أن الكلمات المنتقاة أو الصور وغيرها من المحسنات البديعية ستكون ضمن هذا الإطار فقبل الكتابة يجب تحديد الهدف بوضوح للتسلسل في عملية الكتابة ، يجب على الكاتب أثناء إحياء الموقف في خاطرته اختيار عبارات ذات جمالية , وليس عبارات عادية ،- الخاتمة تكون إيجازا خاتما للموقف في ذهن الكاتب وتكون عادةً قصيرة ومختصرة للموقف .

صور الخاطرة:

للخاطرة صورتان رئيستان :

أ-الخاطرة الشفوية:

وهي كلمة موجزة , قصيرة ؛ يلقيها المتكلم من أجل التنبيه على قضية ,أومسألة محددة ؛ دون استطراد أو إطالة ؛ وإلا صارت درساً أو خطبة , وهذا النوع نراه عند أماكن تجمع الناس في المساجد أو المدارس أو الجنود وفي المؤتمرات والمخيمات، واستقبال الوفود في المناسبات ...الخ.

ب- الخاطرة الكتابية:

وهي أسلوب أدبي سهل ممتع , جذاب يغلب عليه الجانب الوجداني ، وإلا صارت مقالاً أو ترفاً فكرياً , وفيها توصف بعض الخواطر باللؤلؤ المنثور ؛ لروعة كلماتها ورقتها وجمالها , والجمال من قوة التعبير والتصوير والتماسك الفكري والرمز والتوجيه الشفاف.

صفات الخاطرة:

1- أنها ذهنية عارضة تحتاج إلى ذكاء ويقظة . 2- يغلب عليها الجانب الوجداني على الجانب الفكري بالإحساس الصادق والعواطف الجياشة . 3- ليس لها مجال أو موضوع محدد . 4- لا تحتاج إلى أدلة وبراهين عقلية أو نقلية . 5- أنها تلائم العصر الذي نعيش فيه . 6- سهولة التوجيه والفهم إلى مختلف النزعات والميول و الثقافات . 7- لاتلتزم الخاطرة بأسلوب معين : فقد يكون الكاتب جاداً وموضوعـيا ً , وقد يكون ساخراً متهكـماً . وكثير من الناس يعتقد أن الخاطرة وثيقة تحمل بين طياتها الحزن والكآبة والألم وهذا غير صحيح , بل هي مساحة واسعة للخاطر والمشاعر الصادقة من فرح و حزن و حـب وشوق و فخر و عزة .

خصائص اللغة و الأسلوب في الخاطرة:

1- العنوان المشوق والجناس الرشيق وقد يكون ثابتاً , ويفضل أن يكون مقتبس من سياق الخاطرة ,قوي التعبير , عميق المعنى و مؤثر في النفوس . 2- التكامل الفني من بدء وعرض وخاتمة ويسمى العرض بالعقدة أوالمغزى أو الهدف وهو المعنى والروح الحركية التي تشد القارئ وتجذب الإنتباه وتحقق خاصية التشويق . 3- الفكرة الواضحة والتوازن في الجمل والألفاظ المترادفة , فمن شروط النجاح أن يكون الأسلوب واضحاً , و مصدر هذا هو عقلي والاستعانة بعناصر بلاغية موضحة للمعنى , وكذلك إستخدام الكلمات المتضادة لتقريب الفكرة , ويتحقق الوضوح أيضا في التناسب والتلاؤم لمستوى إدراك القارئ ؛ فيجب أن تكون التراكيب شفافة وسهلة بعيدة عن التعقيد والجفاف. 4- حسن اختيار الألفاظ المناسبة للمعنى والمراد . 5- القدرة على كسب الانسجام والإبداع مع الموضوع و القـرَّاء و الزمان . 6- التلاؤم ورشاقة الإيحاء والتصوير الجميل و إحياء المواقف , فعندما تحوي الخاطرة موقف معين يجب على الكاتب أن يجعل في ذهنه تحويل هذا الموقف عبر مرآة الحروف إلى مشهد يجعلنا نشاهده بأعيننا وذلك باستخدام الوصف الدقيق والموجز . 7- الحس الفني الرفيع والصنعة المطبوعة وإسباغ الخيال والتصوير ؛ فالتشبيهات المجازية تجعل للخاطرة رونق ونكهة محببة . 8-الاختصار البارع والبعد عن الإطالة والإسهاب . 9-التوقيع بالجرس الموسيقي وحس المسؤولية.
 
 
 
أنواع الخاطرة إرتباطاً بنوع الموضوع:

تتنوع الخاطرة حسب نوع موضوعها واتجاه كاتبها , وتشارك الخاطرة المقالة في نسيجها وبنائها المحكم ، ووضوح شخصية كاتبها ، وتبتعد عنها في كونها عبارة عن فكرة عابرة غير مكتملة استدعتها العفوية , وأسلوب العصر , ومن أبرز أنواعها :

أ-الخاطرة الرومانسية:

وتعني بما يمر به الإنسان في مواقف الحب لقاء – فراق - خيانة - عتاب - اشتياق ..إلخ .

ب- الخاطرةالإنسانية:

وتعني بالقيم الإنسانية الجميلة الصداقة - الأخلاق الفاضلة - التضحية – الوطنية ..إلخ .

ج- الخاطرة الوجدانية:

تعني بوصف الحالة الداخلية للكاتب أو نظرته لشئ ما، وقد تشطح في الخيال كثيرا ً كسريالية .

د- الخاطرة الإجتماعية:

هي وصف أو نقل لما يمر من مواقف في محيط الكاتب ؛ تختص بمعاني الأسرة – المجتمع -الدولة...إلخ.

أنواع الخاطرة ارتباطاً بالموقف وأحاسيس الكاتب.

1- الخاطرة المركبة:

        وتعني بنقل الموقف مع أحاسيس الكاتب . كالخاطرة الرومانسية .
- الوضوح والترابط بين الجمل والمعاني . -

 

أ‌- متى تكتب الخاطرة؟

تكتب الخاطرة : عندما يتعرض الإنسان لموقف عاطفي ؛ فتتحرك أحاسيسه ، ويبقى هاجس الموقف يلهب خياله ، فيكتب أحاسيسه تجاه الموقف . تكتب الخاطرة : معظم الأحيان عند حدوث الموقف ، وقد تكتب بعد فترة عندما تستيقظ أحاسيس القلب نظرا لإثارة مشابهة أو موقف مشابه يمر به الكاتب .

ب‌- كيفية كتابة الخاطرة:

1-أن تأنس في نفسك الملكة الأدبية , وهي موهبة من الله يختص بها من يشاء من عباده . وحاول توفير جو من الهدوء حولك ؛ لأنك حينها تستحضر أفكارك بطريقة أفضل . 2- أن تملك وتجمع علماً , وثقافة عامة , وخبرة , وتجربة حول الموضوع الذي خطرت لك الكتابة فيه . 3-اعلم أن القوة الأدبية البارعة تختلف بين الكتَّاب اختلافاً نسبياً كلٍّ حسب تحصيله وقراءته في مجال الفن الأدبي . 4- اقرأ للذين يكتبون نتيجة ضغط نفسي شديد , إذ الكتابة نوع من أنواع التفريغ والارتياح عند كثير من المنتسبين للأدب خاصة عندما يتمكنون من آلته وأدواته وأساليبه . 5- عدم الإطالة في المقدمة . 6- التركيز في موضوعك الأساسي ( زبدة الموضوع أو العقدة ) . 7- عدم تشتيت الذهن ( تجعل القارئ لا يركز في الموضوع ) 8- عدم المبالغة في الخاطرة لحد بعيد عن حقيقة المشاعر .
  • * مدة الخاطرة الأدبية :- تتراوح ما بين 5 إلى 10 دقائق كقراءةٍ متأنية عند إلقائها , والحد الأقصى من 10 إلى 15 دقيقة وهي عادة أقصر قليلاً من المقالة الأدبية , وما دون ذلك يطلق عليه اليوم : نبضات الخاطر أو خلجات الخاطر أو غير ذلك من التسميات المتعددة والتي توحي بقصر الخاطرة عن ما دون الخمس دقائق وذلك كقراءة متأنية عند إلقائها .
 
نصائح عند كتابة الخاطرة:

1- اختيار العنوان الموفق للخاطرة ،بحيث يعكس موضوعها . 2- تقسيم الخاطرة : ضع خاطرتك على شكل فقرات أو وقفات متسلسلة، مثال المقدمة – العرض أو العقدة- الخاتمة . 3-وضوح الهدف: إذا كانت الخاطرة تحمل هدف معين ، فيجب أن يتضح الهدف سواء في المقدمة أو الخاتمة , وأن لا تشذ أحداث الخاطرة ومفرداتها عن خدمة الهدف المرجو منها . 4-لغة الخطاب :عندما تكون الخاطرة بلسان الكاتب عليه مراعاة ضمير المتكلم ، وعندما تكون تعبيرا عن الغير يراعى إستخدام ضمير الغائب وهكذا. 5- حاول التنويع في مواضيعك، مثل الصداقة ، العلاقات الإجتماعية ، المواضيع الإسلامية وغيرها. 6- الإيجاز فن يتقنه القليل من الناس ، فتعلم الإيجاز ، لأن الخاطرة هي فن الإيجاز لا التطويل الممل والاستطراد . 7- تذكر الفرق بين الخاطرة والشعر الحر، وتجنب النزوح للقصيدة النثرية في خاطرتك , أو إلى باقي الأصناف الأدبية. 8- الإسقاط الفني: إنزال مجموعة من الرموز داخل النص لتعطي الدلالة على أشياء من الواقع ؛ تجد الكاتب يستغني عن التصريح بالتلميح ، ويكتفي بالإشارة عن العبارة . 9- أنت ممييز معناه : نسيج وحدك, اكتب بنفسك, عن نفسك, ولاتقلد فتخسر, لأن ذلك يجعل الخاطرة نسخة مشوهة عن الآخرين .

لكتابة الخاطرة في نسق أدبي صحيح علينا مراعاة ما يأتي:

أ‌- الرمـوز:

 
هناك العديد من الرموز التي تعطي النص ( الخاطرة) المتانة والقوة منه على سبيل المثال لا على سبيل الحصر ما يلي :- - مثلا الفراشـة/ هي رمز الحلم أينما وجدت ... مثال ذلك فراشات تحترق أي أحلام تحترق . - مثال آخر الحمامـة / باعتبارها رمز السلام / إلا أنها تأتي رمزاً للمرأة الجميلة النقية مثال ذلك قول الشاعر النبطي : وأنا شاقني بالحيل منظر حمام شهار *** صلاة العصر يوم انحدر باسفل الوادي هنا استخدم الشاعر الحمام في الجمع للدلالة على مجموعة من الفتيات . - مثال آخر الزهـور/ تختلف الزهور في الاسقاط الوظيفي داخل الخاطرة باختلاف الألوان التي تتسم بها , فهناك الأحمر دليل للحب والأصفر دليل على الغيرة والأبيض دليل النقاء أو الشفاء من المحن والأمراض .

تحليل أدبي لخاطرة القاضي الهيني
مواصفات مدير الشؤون المدنية المنتظر"لا نريد أسدا ولا نمرا"







دراسة موضوعية نقدية
                                                   
الهدف: دراسة حالة وصفية في الإدارة وليس حالة شخصية، بغرض تغليب منطق الشفافية، وتقريب الإدارة من المواطن، والإنصات له، والإيمان بالمسؤولية السياسية، والمحاسبة المباشرة للقضاة.

الهيني وفكره المجدد الإصلاحي ورجل القدر والعصر:

إن الأستاذ الدكتور القاضي الهيني ظاهرة قضائية، ومدرسة قانونية بامتياز، ومن المجددين في القانون الإداري والحريات، جال قلمه في بعض النواحي الأدبية فجاء بالإبداع الخالص الذي يستحق عليه الثناء والتشجيع ومنه هذه الخاطرة الأدبية التي وجهت إلى الوزارة التي يعمل بها.
وهو أكاديمي حاصل على أعلى شهادة، الدكتوراة بمرتبة الشرف الأولى من كلية القانون في جامعة فاس، لم يأت عن عبث بل دعمت خبرته في عمله لعقد من الزمن كمستشار مكلف بالدراسات والتشريع بوزارة العدل والحريات، وكأستاذ زائر بكلية الحقوق بفاس، ومستشار بالمحكمة الإدارية بالرباط.
كان لمناقشة أطروحته صدى هائل في أوساط مشايخ القانون في الكلية خاصة وفي المغرب عامة، فهي قد ملأت فراغا كبيرا في تأصيل نوظمة الأسس القانونية الرابطة بين شتى المنظمات الوطنية والدولية العاملة في حقول القانون والاقتصاد، بهدف تحديث الأجهزة القضائية، وصيانتها وتخليقها، وقد حظيت بدراسات مستفيضة نقدية ومداخلات أحبار القانون بالمغرب من مثل الدكتور عبد المجيد غميجة، ود.محمد بوزلافة، ود.المشيشي، والمشرف على هذه القامة المعطاء د.فؤاد معلال ورئيس اللجنة، ود.أخريف، والتوجداني، وبنستي.
قد راكم العالم الجليل الهيني من خلال عمله بالإدارة المركزية وفي المحكمة خبرة طويلة في صناعة التشريع، واستفاد من التجربة القضائية الممزوجة بتجربة التدريس بكلية الحقوق، مما سيشكل لبنة مهمة في مسار الإصلاح، ليدعم الحوار الوطني الآني الموسع حول الإصلاح العميق والشامل لمنظومة العدالة، بمنتوج علمي رصين، تجاوز التنظير، إلى صياغة تصورات محددة، ومضبوطة في شكل مشاريع تنظيمية، وعادية مرفوقة بدراسات معمقة تقدم أجوبة للكثير من الإشكاليات التي تعاني منها الإدارة القضائية.
وله باقة من المؤلفات الجلى في هذا الميدان، من أهمها بعد رسالته كتابه الأسس والمنطلقات الدستورية للإصلاح وتطوير العدالة.
فما ذنب هذا القاضي إن توافقت خواطره مع حالة، فأن كان الأمر صحيحا فتلك فضيحة، وإن كان الأمر غير صحيح فالحمد لله على كل حال.
 
 
تقويم الحالة:

إننا أبعد ما نكون عن المجاملة في هذا التقويم، إن جانبا كبيرا من تفكير هذا القاضي الطلعة، قد شغله وكتب عنه كثيرا ألا وهو الدفاع عن استقلالية السلطة القضائية، واستقلال القضاء، داعية التقدم ومن أسباب الارتقاء بالأمة والوثبة إلى الأمام، شيئان شأتنا بهما الدول المتقدمة، هما جودة التعليم واستقلالية القضاء، ولا رقي وتقدم بغير هذين العاملين لأي أمة من الأمم.
وقد قال النقاد قديما: إن الحافر يقع على الحافر، وماذا لو توافقت خواطر الشعراء في حالة من الحالات، وحدث تشابه، فهل نلوي أعناق النصوص، الأدبية ونؤولها لما لا تحتمله، ومجال الأدب والنوايا والاطلاع على ما تخفي الصدور لا يعلمه إلا الله سبحانه؟ إننا بهذه القراءة النقدية نربأ أن تتغلب العوامل الذاتية، وننأى بأي بشر بأن يقصر العبارات، ويفسرها وفقا لإرادة وتوجيه شخصي بهدف ما لا تحتمله نصوص الأدب والشعر التي يمثل الخيال أهم عنصر في تكوينها منذ أرسطو إلى الآن، وحركة الأحداث والفكر فيها، وهو شيء لو عرضنا الأثر من خلاله على ألف قارئ لنحى كل واحد منهم بتفسيره برأي مختلف للظاهرة الأدبية عن الآخرين، وهكذا عقول الناس كل عقل له وجهة نظره وله تفسيره فماذا نأخذ وماذا ندع؟
ومن إعمال الفوضى والافتئات والمحرم أن نرنو من نحونا إلأى حاجة لم يقصدها الأديب فنقع في الخطأ في حق الله سبحانه وعباده، وينجر ليل بهيم على الفكر، ويدب الظلام، ويسود الظلم على الأدباء والشعراء اللذين هم صفوة أبناء الأمة.
وحاشا أن يكون هذا في أمتنا المغربية الآن أو أن يكون في قرننا الحادي والعشرين من يربط النمر بالنمير، وينحدر إلى هذا المستوى من الأخلاق في إيقاع سوء الظن والإضرار بالآخرين.
 
 
هل الهيني بأدبه وإبداعه يتوجه إلى جهة مقصودة بعينها؟

بعد قراءة مستفيضة، ومعرفة بالرجل تربو على عشرين سنة، عايشته فيها أثناء الدراسة بفاس إلى أن ناقش أكبر عمل أنجزه في حياته أطروحة الدكتوراة التي حصل عليها بمرتبة مشرف جدا، وناقشه فيها علامات يندر وجودهم في العالم كله، ودافع عن رسالته دفاع الأبطال بعلم جم، ورباطة جأش، واقتدار، وسعة، وفيض خبرة وتجربة وحكمة ورزانة وتعقل حازت على إعجاب عشرات العلماء الكبار الذين حضروا ذلك العرس المغربي العلمي العظيم النادر، وتعرفت على وفائه لأساتذته وأصدقائه ومعارفه ورؤسائه اللذين يسعى إليهم بارا، وإصلاحه أقول: عايشت هذا العالم الناشيء الذي يرتجى أن يتحقق للوطن الأجل على يده كل خير وتقدم ونجاح، واستمتعت بكل ما نشر ونشر في الصحافة.
إن لهذا القاضي النادر شيء واحد يشغل باله، وهدف يؤرقه في حله وترحاله، وليله ونهاره، شاغلا إياه عن أسرته وأولاده، هو محبة ملكه ووطنه وشعبه وخدمتهم وإجلالهم، وهذا هو هدفه الوحيد الذي يرنو إليه من خلال كل حرف كتبه.
وأتحدى أي ناقد أن يكتشف حرفا واحدا دبجته يد الهيني الصناع شاذا عن هذه القاعدة التي دونتها والهدف الذي ذكرته، وفيه ما يجبه الحقيقة.
 إنه سجين دائرة وطنه، وملكه وشعبه، ويقيده هم تقدم الأمة المغربية الصاعدة.
وما أحوج الوطن الأشم إلى هذه الأقلام السيالة، والفكر النزيه والعلم الصحيح، والجديد الذي يطفح خيرا على الأمة وتقدما ونماء وارتقاء نحو السماء !
 
الخاطرة المقصودة:

وبخصوص هذه الخاطرة المقصودة التي أبدعها فكره الجبار أؤكد كما أكد هو لي مرارا أنها: "أحسن خاطرة أدبية كتبها في حياته" وهذا شيء صحيح لأنها تنصب أولا وآخرا في خدمة الوطن الأجل والملك القدوة الذي هو جدير بكل من يأتسيه، ويتبعه في مسيرته كما أعلن في جميع خطبه، مسيرة البركات والنماء والنهوض بالبلاد وبشعبها وكل ما يلوذ بهما.
 
 
الخاطرة والدستور:

وهل نحن بحاجة إلى أن نؤكد بعودة بسيطة إلى الوراء بأن هناك مفكرين حوكموا على آرائهم، وعلينا ألا ننسى أن حرية الرأي منصوص عليها في القرآن (لاإكراه في الدين) ، و(أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين) و(إنك لا تهدي من أحببت إن الله يهدي من يشاء) و(لاتظنوا إن بعض الظن إثم) و(إن اللذين يرمون المؤمنات ثم لا يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ولا تأخذكم بهم رأفة في دين الله).
ثم إن الدستور قد نص على حرية الفكر والتعبير وكذلك الاتفاقيات الدولية، وصادق عليها المغرب.
وإذ نعتز بفكر سيدنا المنصور بالله الملك محمد السادس عافاه الله وأيده ونصره، إذ طالما تحدث في خطاباته إلى الشعب حين يقول: "لا لتكميم الأفواه، لا لسيطرة الرأي الوحيد".
إن الحقيقة لا يملكها إلا الله وإن الخيال الإبداعي ومعطيات الأدب والشعر والقصيد والرواية والقصص والمذكرات والنقد، لا أحد في الدنيا يستطيع أ، يقيدها بموجب وجهة نظر محددة واحدة بل إن نصا ما، يمكن أن نطبق عليه أكثر من أربعين منهجا نقديا، وفي الأربعين مرة نستنطق النص فتصدر عنه نتائج ومعلومات جديدة مختلفة عن المنهج السابق.
فهل يظن بعضهم أننا يمكن أن نعطي للنصوص الإبداعية الأدبية تفسيرا واحدا فقط، وفيها من الخيال ما فيها والاستعارة والرمز ما يذهل؟
إن هذا ظلم وافتئات وتحجير للفكر، ما يعود بنا إلى قرون الجهل والتسلط والتحبط في حمأة من التخلف والظلم والطغيان.
يا عباد الله إننا نعيش فيا القرن الواحد والعشرين فهل يتصور إنسان في الدنيا أنه يعرف نوايا شخص معين فيؤولها وفق هواه، ويقوم يتجريمه على نواياه؟ عجبا !
وهل نحن وصلنا إلى عصر يتابع فيه الأديب على خياله ويحجر عليه، ويحكم عليه من خلال صمته ويتابع بأسوأ العبارات والكلام الشيطاني المقصود منه مجرد الشر والإيذاء وتدمير الآخرين. وبعدا وألف بعد لعقلية الكبت والهيمنة والتعفن التي عفى عليها الزمن.
 
 

نقد الخاطرة:

يلاخظ بعد التمعن وقراءتها أنها تتحدث عن مواصفات مدير الشؤون المدنية المنتظر، إنها لا تنصب على شخص معين محدد الإسم في ديباجتها بل على منصب ينتظر شغله.
ولا يستنتج اسم معين من ذلك.
والخاطرة موجهة إلى معالي الوزير وهو رجل قانون معروف، ويخاطبه منزلا إياه بمنزلة الزميل دليل على طيب النية ويمن الهدف. ويخاطبه بصيغة ننتظر منكم تعيين مدير الشؤون المدنية، إضافة لصيغة المنتظر التي سلفت، وصيغة ننتظر تدل على أن المعني غير معروف واسمه في ظهر الغيب.
ويؤكد ما سبق إرداف كلمة ننتظر بكلمة في انتظار.
والدعوة نفسها التي يصرح فيها القاضي الهيني إلى مبادئه الإصلاحية التي ينطق بها القاضي الهيني يوميا، في :
1- استقلالية الإدارة القضائية.
2- وأن يكون المعين المجهول من خيرة القضاة وأكثرهم غيرة على القضاة والدفاع عنهم وطلعة.
3- تقريب القضاء من المواطنين.
وإذ يتحدث عما سمعه، تعيين مسؤول معين غير راض عنه فهو لا يذكر ولا يعني شخصا باسمه وما يقوله كلام عام لا ينبغي إنحاله شخصا بعينه لا سيما وأنه كتب في وقت سابق لظهور قرار التعيين.
وعلى كل حال فالمواصفات التي يطالب بها القاضي الهيني إن توفرت في هذه الشخصية فبها ونعمت، وإن لم تتوفر فيها، فلا شر يمكن أن ينال كاتبها ولن تنطبق السماء على الأرض.
ونظرا لأنه لم يصرح باسم من عنى فكلامه لا يحمل أي تبعات أدبية أو سلبية تجاه أحد.
 
 
تعقيب:

هل يكرم المبدعون في شخص القاضي الأديب الهيني؟

تذكرت وأنا بصدد هذه القضية ناقد العربية الأكبر عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين رحمه الله حينما أصدر كتابه في نقد الأدب الجاهلي وهوجم، ووقوف صفوة من النقاد الكبار في الوطن العربي على رأسهم ناقد العربية الأول إلى اليوم المرحوم عباس محمود العقاد ومعه كوكبة من متنوري الأمة وعلمائها العظماء، العقاد ذو المئة كتاب من تأليفه، حينما وقف إلى جانب حرية الكلمة والإبداع والتجديد وأدواته والدفاع عن قيم الرأي الصادق المعبر عن كل حقيقة من حقائق الحياة.
أتذكر اليوم بعد مرور قرابة تسعة عقود من الزمن أفكار هذا المتنور السابق عصره حينما وجه النقد نحو التراث بحثا وتحقيقا، ولو بحثنا عن النتيجة الآن لوجدنا أنه قد صدرت كتب تعد بالمئات في موضوعه ذاك دراسات في النقد وتحقيق دواوين شعر تغطي تلك المرحلة كلها على المناهج التي دعا إليها أولئك النقاد العظماء.
هل استفادت الأمة؟ هل قطف تاريخ الأدب والنقد ثمرة هذه المعركة علما جديدا وتصحيحا وخدمة لعصور برمتها يرسخ الباحثون الناشئون أعمالهم وأبحاثهم الدقيقة والصحيحة عليها.
وفي هذا التذكر والربط أيما فائدة وتقدم لا يحصى، ولا يقدر بثمن يعود على الأمة أولا، وقيم الحرية والحقيقة والثقافة والتقدم.
أتذكر في هذا المجال القاضي الهيني الذي في فكره يوقع على الأثر نفسه وهو بهذا السياق جدير بكل تكرمة واحترام وإجلال واعتبار.
إننا ونحن بهذا الصدد نحيي القاضي المجدد الدارس المتفتح الشاب ونهنئه، وندعو له بالخير والتقدم والنجاح ليتابع مسيرته التي الوطن بأمس الحاجة إليها.
إلى هذه البراعم المتفتحة المحتاجة للرعاية والسهر والتعهد بالتشجيع، والأخذ بيدها حتى تساهم في بناء وطن المحبة والسلام والخير والحرية والعمل.
هذا القاضي الذي لا يملك إلى الآن منزلا، ويعيش في دار مكتراة إلى الآن في حي متواضع، ويمتلك سيارة قديمة تشتغل أكثر الأحيان بالدفع، فاعتبروا يا أولي الأبصار.
نحتاج إلى يد نقية والضمير الحر والنفس اللوامة في عهد ملك شاب يدعو إلى حقوق الإنسان والحق الخير والجمال ولم يسترح يوما واحدا منذ توليه المسؤولية، وهو جاد في خدمة وطنه وشعبه وأمته.
تلك آثارنا تدل علينا          فانظروا بعدنا إلى الآثار  

وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون.

 الموقع ينشر تقرير خبرة أدبية نقدية لخاطرة القاضي محمد الهيني مواصفات مدير الشؤون المدنية المنتظر " لا نريد أسدا ولا نمرا



الاثنين 2 يونيو 2014


1.أرسلت من قبل hassani في 24/12/2015 01:27
المرجو تصحيح الاخطاء الاملائية في الايات الواردة في المقال

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ

إنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ

تعليق جديد
Twitter