MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers





الحقوق والحريات في زمن كورونا

     

يوســـــــــــــف الشهـــــــــــــدي
طالب باحث بسلك ماستر المنازعات القانونية والقضائية



الحقوق والحريات في زمن كورونا
 
 
 
لقد قيد ڤيروس كورونا المستجد ، الوباء العالمي الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بالجائحة مجموعة من الحقوق والحريات الكونية المتعارف عليها عالميا ، والتي يحميها الدستور الميثاق الغليظ الذي يجمع المغاربة قاطبة ، وفق هويتهم الوطنية والحضارية الراسخة عبر التاريخ ، تحت لواء وطني واحد .
وذلك بعد صدور مجموعة من القرارات والبلاغات من لدن السلطات العامة في الدولة ، كتدابير وقائية وإجراءات إحترازية من أجل الحد من تفشي جائحة "كورونا" ببلادنا ، من منطلق المسؤولية والحرص على ضمان النظام العام الصحي للمواطنين.
وخاصة بعد قرار الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة في البلاد الذي دخل حيز التنفيد يوم الجمعة 20 مارس 2020 بموجب بلاغ أصدرته وزارة الداخلية.
وفي هذه الحالة الإستثنائية بلغة المجتمع لا بلغة الدستور ، وفي ظل هذا الفيروس الغامض القاتل  "كوڤيد 19" تأثرت بشكل مباشر مجموعة من الحقوق والحريات الأساسية المنصوص عليها في الوثيقة الدستورية، و التي تجد سندها في :
- العالمي لحقوق الإنسان 10/12/1948 .
- العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية 16/12/1966 نفاذ 23/03/1976 .
- العهد الدولي الخاص بالحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية 16/12/1966 نفاذ 01/03/1976.
 
وهنا نتساءل باستنكار ، هل تعتبر هذه القيود المفروضة لإحتواء ومكافحة إنتشار وباء "كوڤيد19" إنتهاكا لحقوق وحريات الإنسان ؟
والجواب هنا طبعا بالنفي ، لأن تقييد ممارسة هذه الحقوق والحريات الأساسية كونها تهدد الأمن الصحي العام في هذه الظرفية العصيبة جاء حفاظا على أسمى حق من حقوق الإنسان وهو الحق في الحياة.
      ومن بين الحقوق والحريات الأساسية التي تأثرت بشكل مباشر :
- حرية التنقل عبر التراب الوطني والإستقرار فيه والخروج منه ، والعودة إليه... الفصل 24 من الدستور. حيث ثم إيقاف جميع الرحلات البرية والبحرية والجوية من وإلى المغرب.

- الحق في التعبير ، ونشر الأخبار والأفكار والآراء بكل حرية ، ومن غير قيد ،... وهو ما تضمنه الفصل 28 من الدستور . حيث أعطى الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة تعليمات صارمة للنيابات العامة من أجل متابعة كل مروجي الأخبار الزائفة ذات علاقة بڤيروس كرونا .
- حريات الإجتماع والتجمهر والتظاهر السلمي... الفصل 29 من الدستور .
      - الحق في الشغل...، الفصل 31 من الدستور حيث تأثر هذا الحق بشكل كبير جراء تأجيل جميع الترقيات وإلغاء مباريات التوظيف في هذه الظروف الصعبة ، لتخفيف العبء عن ميزانية الدولة ومواجهة التحديات المطروحة في هذه الحالة الاستثنائية.
 - وكذلك الحق في التعليم...، الفصل 32 من الدستور حيث تاثر نوعا ما . نظرا للإكرهات التي تعترض المتعلمين عن بعد في المواقع  المنصات المعدة لهذا الغرض من طرف وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني و التعليم العلي و البحث العلمي.
 - حرية ممارسة الشؤون الدينية . الفصل 3 من الدستور حيث تقيد  هذا الحق جراء بعد أن أفتى المجلس العلمي الأعلى بضرورة إغلاق المساجد سواء بالنسبة للصلوات الخمس أو صلاة الجمعة ، ريثما تعود الحالة الصحية إلى منحاها الطبيعي .
وختاما ، لكي تنجح الدولة في مكافحة نار هذه الجائحة اللواحة للبشر ب 19 ، يجب على الجميع أن يتحمل، بصفة تضامنية ، التكاليف التي تتطلبها البلاد ، وبشكل يتناسب مع الوسائل التي يتوفرون عليها، لمواجهة هذا الخطر الطبيعي الذي يهدد الأشخاص في حياتهم وسلامتهم الجسدية .



الجمعة 27 مارس 2020

تعليق جديد
Twitter