MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers

الأكثر قراءة

أرشيف وجهة نظر

الأستاذ المصطفي الرميد يرد: إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي (أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)

النقيب الجامعي: رسالة إلى الاستاذ مصطفى الرميد، لست لا مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا ؟

La Cour constitutionnelle censure le nouveau code de procédure civile marocain

رفع القبعة للمحكمة الدستورية .. استقلالية القضاة في دستور 2011 المغرب، ركيزة أساسية لدولة الحق والقانون

نطاق المسائل الدستورية وغير الدستورية لتعديلات النظام الداخلي لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الدستورية رقم 256/25 بتاريخ 2025/08/04 في الملف عدد 304/25

المسائل الثمانية غير الدستورية في قانون المسطرة المدنية حسب قرار المحكمة الدستورية

الملك ومشروع التحول الوطني: قراءة في خطاب العرش 2025

ملاحظات بشأن نظرية الخرق الدستوري البين على ضوء قرار المحكمة الدستورية بخصوص فحص عدم دستورية بعض مواد قانون المسطرة المدنية.

تأمين الميزانية المغربية في عصر التفوق الكمومي

د. الهيني يكتب "رأي بشأن عدم دستورية المادة 604 من قانون المسطرة المدنية"



التطبيق السليم للدستور أولا قبل جلسات مجلس النواب

     


د مصطفي يخلف

رئيس جمعية حوار




 
انطلاقا من أن الدستور المغربي هو القانون الأسمى في المملكة و السند الذي تنبثق من باقي القوانين و هو المحدد لنظام الحكم و يتضمن كوثيقة مكتوبة المبادئ و القيم العليا للمجتمع و ينظم السلط و علاقتها ببعضها.
فالدستور هو الوثيقة الرئيسية الأسمى في البلاد التي توضح المبادئ الأساسية المنظمة لسلطة الدولة و الإطار الذي تعمل بمقتضاه و تدار به مختلف الشؤون الداخلية و الخارجية للمملكة.

و بما أن من أهم الشؤون التي نظمها المشرع الدستوري هي الزامه لرئيس الحكومة بعد تعيين الملك لأعضائها بعرض برنامجه الحكومي الذي يعتزم تطبيقه و هو بمثابة ميثاق أخلاقي و أدبي يوضح و يبرز نوايا الفريق الأغلبي من نواب الأمة في شخص وزرائه بخصوص السياسة الحكومية المنتظر تطبيقها و التي بالضرورة لابد و أن تشمل المحاور الرئيسية و العريضة للعمل المستقبلي التي تنوي تحقيقه و تطبيقه و الإبداع في إخراجه على مستوى مختلف المجالات الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و الرياضية و غيرها.

و بما أن النسخة الثانية من حكومة السيد عبد الإله بنكيران و الملقبة بالنسخة الحكومية الجديدة أو الحكومة الجديدة أو الحكومة المعدلة أو الأغلبية المرممة و كلها نعوت و أوصاف تحيل بالقطع على أننا أمام حكومة جديدة بفريق أغلبي جديد، و بعدد نواب الأمة الجدد و كذلك بوجوه وزارية جديدة من حيث النوع و العدد و الصفة (التكنوقراط) بلغت 39 بدلا من 31 التي كانت موضوع انتقاد و محطة تدمر و خيبة الأمل الأولى بعد تنصيب أول حكومة لما بعد الدستور الجديد للمملكة المغربية سنة 2011 و التي أثبتت جدارتها بدون منازع في تجاوز الوعود و الشعارات للرفق و ترشيد المال العام و تجميع المصالح و محاربة مجمع الوزارات و القطع مع وزير الدولة أو الوزير بدون مهمة و ربط المسؤولية بالمحاسبة و هي سحب كلامية تلاشت بسرعة البرق.

لكن كل هذا لم يصبح له اعتبار من حيث النقاش العام أمام تواثر التراجعات على الوعود و لعل آخرها الزيادة في عدد الحقائب الوزارية من 31 إلى 39 بالإضافة إلى الزيادة في عدد التقنوقراط و عدد الوزراء المنتدبين و بلقنة الوزارات و تشتيت القطاعات و غياب البعد الاستراتيجي في الهندسة الحكومية دون تبرير أو توضيح أو رأفة بالمتتبع للشأن السياسي و قبلة الناخب الضائع بين الواقع و المنتظر من حكومة ما بعد الربيع العربي و بالخصوصية المغربية.

و إيمانا منا بمنطق الأشياء و التي يمكن إعادة إبرازها رفعا لأي لبس و منها:

1- استقالة الوزراء الاستقلاليين من الحكومة الأولى و رفض حزبهم الاستمرارية في تشكيل الفريق الأغلبي أو الاستمرار في تدبير شؤون البلاد تحت رئاسة السيد عبد الإله بنكيران.

2- قبول ملك البلاد استقالة الوزراء الاستقلاليين.

3- دخول السيد أمين عام حزب العدالة و التنمية باعتباره الحزب الفائز الأول بعدد المقاعد البرلمانية في مشاورات جديدة شملت تقريبا كل الأحزاب السياسية المشاركة في الحكومة أو المتربصة له بالمعارضة.

4- الوصول إلى اتفاق مع أكبر حزب معارض و هو التجمع الوطني للأحرار للمشاركة في الحكومة الجديدة و بعدد حقائب وزارية جديدة وصلت إلى 39 بدلا من 31.

 5- قطع حبل الود و المجاملة السياسية مع حزب الاستقلال بخصوص برامج الحكومة السابقة و دخول الطرفين العدالة و التنمية و حزب الاستقلال و أطرهما و قادتهما في مواجهات معلنة حول أولويات التدبير الحكومي و حدود مصالح الوطن و المواطنين التي لا يمكن أن تمس و فلسفة تدبير السياسات العمومية.

6- استقبال ملكي بمثابة تعيين لأعضاء الحكومة الجديدة و بالهندسة و الهيكلة الجديدة مجتمعة و بحقائب وزارية معدلة و أخرى جديدة.

و بما أن المنطق يقتضي بعد خروج حزب الاستقلال من الحكومة و تعويضه بأكبر حزب معارض للحكومة الأولى و هو حزب التجمع الوطني للأحرار أن تقدم لنا الحكومة الجديدة برنامجها الجديد و الذي بالضرورة يجب أن يكون فيه توافق بين مكوناتها من الأحزاب المشكلة لها و يعرض بالبرلمان للتصويت تطبيقا لمقتضيات الفصل 88 من الدستور.

و إيمانا منا بأن المنطق يقتضي عدم استساغة قبول حزب التجمع الوطني للأحرار بتطبيق برنامج حكومي سبق و أن اعترض عليه و انتقده و وجه له ملاحظاته التي اعتبرها وقت تواجده بالمعارضة واجبة التطبيق لضمان حسن سير عمل الحكومة، فمن المفروض أن يقدم لنا السيد رئيس الحكومة وسائله الجديدة و توجه حكومته الجديدة في الميادين التي استخرج لها وزارات جديدة و الميادين التي قزم فيها وزارات قديمة تخص ما تبقى من سنوات عمل الحكومة قبل انتهاء الزمن الحكومي و وصول  الموعد القادم للانتخابات التشريعية.

و من المفروض على السيد رئيس الحكومة الذي فقد حزبه حقيبة الخارجية أن يقدم لنا تصور حكومته لعمل الدبلوماسية المغربية بحلة اللون الأزرق الحزبي و هو حزب الأحرار و برأسين وزير الخارجية و الوزيرة المنتدبة لديه.

و من المفروض قبل الدخول في السنة التشريعية الجديدة حصول الحكومة على ثقة مجلس النواب بالأغلبية المطلقة للأعضاء الذين يتألف منهم دعما لبرنامجه الحكومي الذي يفترض أن يكون بوصلة العمل الحكومي و وثيقة التعاقد السياسي مع الناخبين و قبلهم المواطنين المغاربة جميعا.

لذا فإننا نهيب بالسيد رئيس الحكومة و وزرائها 39 و فريق الأحزاب المشكلة للأغلبية و كل المستشارين القانونيين لهم تطبيق الدستور المغربي في شقيه الإجرائي و النظامي لقبول تنصيب الحكومة بعد حصولها على ثقة مجلس النواب و الذي يفرض وجوبا تقديم برنامج الحكومة الجديد و طرحه للنقاش العام تطبيقا لحقوق المواطنين في الإعلام بسياسات حكومتهم الوطنية و الدولية و نيتها في تدبير شؤونهم و وفق أي منهجية و أي تكلفة.



الاثنين 14 أكتوبر 2013
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter