MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers

الأكثر قراءة

أرشيف وجهة نظر

الأستاذ المصطفي الرميد يرد: إلى الأستاذ عبد الرحيم الجامعي (أنت أيضا، لست مفتيا، ولامرشدا، فلا تكن محرضا)

النقيب الجامعي: رسالة إلى الاستاذ مصطفى الرميد، لست لا مفتيا ولا مرشدا، فلا تكن محرضا ؟

La Cour constitutionnelle censure le nouveau code de procédure civile marocain

رفع القبعة للمحكمة الدستورية .. استقلالية القضاة في دستور 2011 المغرب، ركيزة أساسية لدولة الحق والقانون

نطاق المسائل الدستورية وغير الدستورية لتعديلات النظام الداخلي لمجلس النواب حسب قرار المحكمة الدستورية رقم 256/25 بتاريخ 2025/08/04 في الملف عدد 304/25

المسائل الثمانية غير الدستورية في قانون المسطرة المدنية حسب قرار المحكمة الدستورية

الملك ومشروع التحول الوطني: قراءة في خطاب العرش 2025

ملاحظات بشأن نظرية الخرق الدستوري البين على ضوء قرار المحكمة الدستورية بخصوص فحص عدم دستورية بعض مواد قانون المسطرة المدنية.

تأمين الميزانية المغربية في عصر التفوق الكمومي

د. الهيني يكتب "رأي بشأن عدم دستورية المادة 604 من قانون المسطرة المدنية"



الإستشارات القانونية مكانها المكاتب وليس مواقع التواصل الإجتماعي

     

يوسف بنشهيبة خريج ماستر العلوم الجنائية والأمنية كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش




لاحظت في الآونة الأخيرة ظهور العديد من المجموعات على هذا الفضاء الأزرق الذي يجمعنا وعلى تطبيق التراسل الفوري الواتساب، هذه المجموعات المختلفة الأسماء والتي أسست إما لغرض البحث عن حلول قانونية حول مختلف المشاكل التي قد تواجه بعض الأشخاص، أو البحث عن الطريق الصحيح لبدأ اجراء قانوني في نازلة معينة.

والغريب في الأمر، هو أن بعض الأشخاص ممن لا يفقهون في القانون ولم تطأ أقدامهم أرضية كلية الحقوق، يقدمون على تقديم الإستشارات والحلول لمن هم في حاجة إليها، إما أن هؤلاء الأشخاص في مشكل مع القانون أو مع طرف من أطراف المجتمع...الخ

هل تعون كمية الإستشارات الخاطئة المنتشرة والتي أزيل عنها صفة القانونية كونها ليس أصلا من القانون، وهي إما مجرد تخمينات وتقديرات، إما كونها شائعة مغلوطة تداولها الناس دون الإحتكام إلى صحتها وسلامتها، أو أنها منشورة على منصة يوتوب وأصحاب هذه القنوات همهم الأول هو تحقيق الدخل لا غير وهذا باب آخر...

إن الإستشارة القانونية هي متعددة الأنواع، ولعلنا نتفق أن في ظل التطور التكنولوجي والرقمنة نحن في حاجة إلى إستشارات إلكترونية عاجلة في بعض الأحيان، والبعض قد لا يستطيع الإنتقال الى مكتب المحامي إما لظروف خاصة...الخ

نتفق نعم، ولكن لا نتفق أن تكون هذه الإستشارات تقدم على مواقع التواصل الإجتماعي بشكل عشوائي، ومن طرف أشخاص لا يفقهون في القانون يوقعون الناس في الأخطاء، إحداث موقع رسمي خاص يضم كل من السادة المحامين و المستشارين القانونيين تفعيلا لتوجه المغرب نحو الرقمنة وتسهيل عملية استفادة المواطنين من بعض الإستشارات القانونية.

لا مانع أن يقدم رجل القانون معلومة قانونية لمن يطلبها من مستعملي مواقع التواصل الإجتماعي في حدود المعقول، لكن الوقائع والنوازل والإجراءات التي تحتاج إلى إستشارة تقدم داخل المكاتب لضمان حسن التواصل الفعال مع العميل والفهم الصحيح للمشكل أو والنازلة والإطلاع على المستندات والوثائق من طرف المحامي، ومن جهة العميل أن نضمن له استفادته من الفهم الصحيح والسليم للنصوص والإجراءات القانونية، وهذه الضوابط التي ذكرتها وأخرى في نهاية المطاف الغرض منها هو الحرص على القيام بالتصرف القانوني السليم وتجنب الوقوع في أخطاء قانونية.

كما أشير إلى نقطة في غاية الأهمية، أن الإستشارة القانونية التي يقدمها المحامي للموكل يجب أن تطبعها السرية، وأن توجيه الإستشارة له في مواقع التواصل الاجتماعي كأنما يوجهها للعموم والقانون المنظم للمهنة واضح في هذا الباب.

لو افترضنا أن المحامي x  يقدم إستشارات بمواقع التواصل الإجتماعي فإن هذه الممارسة تعتبر نوع من أنواع الإشهار ولعل المادة 35 من القانون المنظم لمهنة المحاماة رقم 28.08 التي تنص على أنه “لا يجوز للمحامي أن يمارس أي عمل يستهدف جلب الأشخاص، واستمالتهم، ولا أن يقوم بأي إشهار كيفما كانت وسيلته”.

وخلاصة الأمر "الإستشارات القانونية مكانها المكاتب وليس مواقع التواصل الإجتماعي" مهنة المحاماة مهنة نبيلة ورسالة سامية أكبر من كل شيء، رسالة انسانية غايتها الدفاع وصوت الحقوق والحريات.
المحاماة مهنة أخلاق قبل أن تكون مهنة ممارسة



الاحد 24 نوفمبر 2024
MarocDroit منصة مغرب القانون "الأصلية"

تعليق جديد
Twitter