MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers



قراءة في إنتخابات الودادية الحسنية للقضاة 2014 بقلم ذ شكير الفتوح

     



قراءة في إنتخابات الودادية الحسنية للقضاة 2014 بقلم ذ شكير الفتوح
دخلت الإستحقاقات الإنتخابية للودادية الحسنية للقضاة مراحلها الحاسمة و الاخيرة ،   و ذلك بإنطلاق الحملة الإنتخابية الخاصة بإنتخاب اعضاء المكتب المركزي و رئيس الودادية و نائبه ، و تاتي هذه المحطة كتتويج لمسار إنتخابي إنطلق خلال شهر شتنبر الماضي إنتهى بتشكيل المكاتب الجهوية للودادية الحسنية للقضاة في مختلف الدوائر الإستئنافية بالمملكة ، و قد سبقتها حملة للتواصل مع قضاة المملكة في مختلف المحاكم قادها المكتب المركزي المنتهية ولايته و ذلك للإنصات للقضاة و الإستماع لإنشغالاتهم و مشاكلهم .

و الواقع ان المتتبع للشان الداخلي للودادية الحسنية للقضاة سيقف لا محالة على الدينامية التي اصبحت تطبع العمل داخل الاجهزة ، والرغبة الاكيدة لإعطاء إنطلاقة جديدة و قوية لهذه الجمعية التاريخية ، في ظل الظروف الجديدة التي أصبح يعيشها المغرب بعد دستور 2011 و مسلسل إصلاح منظومة العدالة الذي يقتضي التعبئة الشاملة و تكاثف جهود كل الفاعلين و المتدخلين لإنجاحه و تنزيله على ارض الواقع تنزيلا صحيحا و ديموقراطيا ، و في هذا الصدد فإنه لا يختلف إثنان على أن الحركية التي شهدتها الودادية خلال السنتين الاخيرتين قد ساهم فيها بشكل كبير جيل جديد من القضاة الشباب الذين آمنوا بمبادئ الودادية و افكارها و اهدافها ، و أعربوا عن إستعدادهم الكامل لتحمل المسؤولية من داخل الاجهزة و حمل المشعل و مواصلة العمل بكل صدق و وفاء و نكران ذات ، و كترجمة لهذه المبادئ و الافكار و التصورات ، فقد كان شباب الودادية في مقدمة المترشحين لعضوية المكتب المركزي في شخص قضاة إجتمعت فيهم صفات الصدق و النبل و الوفاء و الرغبة في التجديد ، و على راسهم ذ/المعطي الجبوجي و ذ/عبد القادر الكورزمي و ذ/عزيز التفاحي و ذ/خليل بوبحي ، و هي خطوة لاقت التنويه  و الترحيب من لدن كل قضاة المملكة الذين أيقنوا ان رياح التجديد قد هبت فعلا على الودادية ، و أن لا مستقبل إلا بالشباب و بسواعد الشباب و أفكارهم و مبادراتهم الخلاقة ، و من حق القضاة الشباب اليوم ان يفخروا أنه و لأول مرة يتقدم مرشح من الشباب للترشح لمنصب نائب رئيس الودادية في شخص الدكتور ذ/محمد الخضراوي ، و تلك أبلغ رسالة على ان قطار التجديد قد إنطلق و ان الرغبة باتت اكيدة لتجديد النخب و إعداد الخلف و الإعتناء بالاطر و الكوادر الشابة و تبويئها المكانة اللائقة بها ، كل ذلك في تناغم تام مع جيل الرواد و المخضرمين الذين أرسوا دعائم ودادية قوية تتسع لكل القضاة من كل الاجيال  .

إن التجديد الذي بات الجميع بلحظه قد ظهرت معالمه ايضا على مستوى الحملة الإنتخابية التي يخوضها حاليا المرشحون الشباب لعضوية المكتب المركزي او رئاسة الودادية ، فلأول مرة أصبحت الغلبة للبرامج و الافكار بدلا من العلاقات و الولاءات
 و الإنتماءات الجهوية ، و لاول مرة يقدم قضاتنا الشباب برامج واضحة و تصورات  تشخص بشكل دقيق الواقع بإيجابياته و سلبياته ، و تقترح الحلول لتجاوز الصعاب و المعيقات ، و لاول مرة يظهر فيها القضاة الشباب كقوة إقتراحية فعالة في جسم الودادية من شانها ان تضيف الكثير لعمل الاجهزة .

بيد ان التجديد الذي ينشده الشباب ليس هو التجديد الذي يقطع مع الماضي و يتنصل من تاريخ الودادية العريق و المجيد ، بل هو التجديد المرتبط بالوفاء بالعهد و بالقيم   و المبادئ الراسخة للودادية الحسنية للقضاة ، فلا تجديد بالثورة على القيم و المبادئ التي قامت عليها الودادية بل بالوفاء لها  و التمسك بها و النهل من رصيدها الحضاري المجيد .

إننا في غمرة هذه الحملة الإنتخابية نعيش لحظات تاريخية ، يمتزج فيها الماضي بالحاضر و المستقبل و يتعايش فيها جيل الشباب مع جيل الرواد و المخضرمين في تناغم و إنسجام تامين ، و تتدافع فيها الافكار و التصورات و البرامج الهادفة كلها إلى الرقي بمهنة القضاء و السلطة القضائية و الدفاع عن إستقلاليتها ، و تحصينها من كل الشوائب ،

و كل ذلك يثبت ان الودادية بشيبها و شبابها منخرطة بكل جدية في دعم  مسلسل الإصلاح و إنجاحه و انها قد إستوعبت التطور الفكري و التحولات التي يعرفها المشهد القضائي ، و لذلك فهي اليوم ماضية في تجديد هياكلها و اجهزتها التسييرية بطاقات جديدة مستعدة لتحمل المسؤولية بكل وطنية و إعتزاز ، و ذاك كله ترجمة فعلية للرسالة الملكية التاريخية لجلالة الملك نصره الله و ايده التي تليت يوم فاتح مارس 2002 إبان إنعقاد دورة المجلس الاعلى للقضاء ،

حيث قال جلالته " إن التعبئة الشاملة التي يتطلبها الورش الكبير لإصلاح القضاء  تستلزم المشاركة الفعالة و الواسعة للقضاة فيه ، و هنا يبرز الدور المنوط بالودادية الحسنية للقضاة التي ننتظر منها و في نطاق مهامها و اهدافها ان تواكب هذا الإصلاح و تدعمه بكل فعالية متيحة بذلك لجميع القضاة الإسهام في تجديد الصرح المشترك للعدالة و إضافة قيمة جديدة لبرامج التعاون الدولي و الإنفتاح على العالم القضائي و التكوين المستمر و تحديث القضاء
، و لكي يتاتى ذلك ينبغي لها ان تستيقظ من سباتها العميق و ان تكف عن الحسابات    و الصراعات المتجاوزة و تقوم بمراجعة و تحيين نظامها الاساسي بما يكفل لها إستيعاب التطور الفكري و التحولات التي يعرفها المشهد القضائي و كذا تجديد هيئاتها المسيرة بما يضمن لها تعبئة طاقات جديدة و إناطة المسؤولية بها ، و بذلك تسترجع الودادية إشعاعها و تحمل من جديد مشعل إستقلال القضاء و الدفاع عن حقوق القضاة و تحدد النهج القويم لعملها ."
 
 
 



الجمعة 21 نونبر 2014

تعليق جديد
Twitter