MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية



رسالة لرئيسي نادي قضاة المغرب بقلم د محمد الهيني

     



رسالة لرئيسي نادي قضاة المغرب بقلم د محمد الهيني

ما أجمل اللحظات في تاريخ المؤسسات والتنظيمات حينما يأتي يوم تجديد النخب والقيادة وبعث الروح الفكري والمعنوي في المبادئ والتوجهات والانتقال من محطة لأخرى بطريقة ديمقراطية وسلسة وشفافة أفرزها صندوق الاقتراع تبعا لإدارة الجمع العام الحرة الأمينة على مسار وصيرورة حياة نادي قضاة المغرب.

فإذا كان ذ ياسين مخلي رئيس نادي قضاة المغرب قد التزم بعدم إعادة الترشح فإنه وفى بوعده والتزم ولم يقدم ترشيحه لولاية ثانية رغم أن القانون الأساسي للنادي يمنحه هذا الحق ،فلم يكن مجرد تكتيك ولا ملامح خطة كما رآى البعض بل كان قناعة راسخة بإيمان عميق بالتغيير انتصارا للديمقراطية المهنية القضائية، وتمسكا بمبدأ التداول على مراكز القرار في النادي، وترسيخا للفعالية والاجتهاد والإبداع ورغبة في خلق نخب قضائية جديدة بدماء جديدة وببرامج حديثة وبغيرة وضمير ومسؤولية مستمرة ومتطورة وناجعة، فكل واحد من الأعضاء قادر على حمل المشعل ومواصلة النضال

هذا النموذج الفريد في الإيمان بتجديد النخب وتداول المسؤوليات في مراكز القرار يبقى سابقة في واقع التنظيمات الاجتماعية في واقعنا الحالي يتعين النهل منه والسير على خطاه وهديه بالنسبة للهيئات المدنية والمهنية والحقوقية ،وبهذا يكون القضاة قدموا تجربة مهمة في التسيير الجمعوي بانتخاب قيادة جديدة من خلال الانتقال الديمقراطي .

هذه الرسالة التي سبق لي أن بعثتها لرآسة النادي ووجدت آذانا صاغية وتطبيقا آنيا في تواصل فكري ومهني مستمر بين الرآسة والأعضاء نوجهها من جديد للرئيس المنتخب ذ عبد اللطيف الشنتوف مطالبين منه منذ اليوم الأول لإعلان انتخابه بالالتزام الأخلاقي والمعنوي بمبدأ التداول على المسؤولية والقرار وجعله عرفا ديمقراطيا سيرا على سلفه يلتزم فيه الرئيس أمام القاعدة بعدم الترشح لولاية ثانية والتركيز على تطبيق برنامج عمل لولاية وحيدة تشخص الواقع وتجد الحلول لتطوير النادي كآلية للدفاع عن القضاة وحماية استقلالية القضاء وصيانة قواعد سير العدالة وفقا لمرتكزات القضاء المواطن .

وأخبر زملائي أن الرئيس الجديد المنتخب للنادي سبق له في حوار ودي أن التزم بهذا الوعد من خلال جواب فريد يبين عمق التزامه به "من سيترشح لولاية ثانية سيعدل القانون وسيضيف ولاية ثالثة ".

نهنئ أنفسنا على نجاح تجربتنا الديمقراطية الفتية والغنية والمعول عليه هو إذكاء روح الحوار والتواصل بين الأعضاء والأجهزة والعمل الدؤوب والمتواصل لخدة القضاة ،فالنادي هو عنواننا جميعا وبيتنا ومستقرنا الأول والأخير ،فليس الأمر قضية مناصب وامتيازات ،بل قضية تضحيات ومواقف لا تقتضي التنازع وإنما التوافق الديمقراطي الحر من خلال آلية التصويت تحترم فيها الأقلية رأي الأغلبية وتنزل عليه وتحترم فيها الأغلبية رأي الأقلية وتناقشه وتصغي إليه .فليست الديمقراطية النزول على رأي الفرد وإنما رأي الجماعة ،فانصهار الأفكار وتلاقحها ينتج رأيا مؤسساتيا وجمعويا ذو مصداقية وبعد حكيم .

إن من أخلاقيات العمل الجمعوي الاعتراف بمجهودات الأعضاء والأجهزة جمعاء،ولعل من واجبنا السهر على تكريم الرئيس السابق للنادي في جمع عام مقبل قريب جدا في جو يليق به لنربط بين الماضي والحاضر والمستقبل اعترافا بما قدمه الرجل بشهادة الجميع من نضال ومواقف نجني ثمارها جميعا اليوم،لنقول الله نحن على العهد باقون وعلى المحبة مستمرون وعلى النضال حريصون ،معكم كنا ومعكم سنظل وسنواصل ،ومع ذ الشنتوف ناصحين وعاملين ،ومع النادي ثابتون وبحب الإطار مغرمون.



الاثنين 20 أكتوبر 2014

تعليق جديد
Twitter