MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers



بعض تفسيرات عودة المغرب للاتحاد الافريقي

     

الدكتور
عبد الرحيم منار اسليمي

أستاذ العلوم السياسية والسياسات
العمومية بجامعة محمد الخامس
اكدال بالرباط

رئيس المركز المغاربي للدراسات
الأمنية وتحليل السياسات.




هذه بعض تفسيرات عودة المغرب للاتحاد الافريقي ،

الجزاىر وجنوب افريقيا أنهكتا الاتحاد الافريقي ،

يبدو ان المغرب راقب طيلة السنوات الماضية الصراعات والخلافات التي كان يعيشها الاتحاد الأفريقي التي وصلت الى كونه تحول الى تنظيم إقليمي يخدم دولتين هما الجزاىر وجنوب افريقيا ،فالعديد من الدول الافريقية لم تكن راضية على تحول الاتحاد الى منبر ايديولوجي وسياسي شبيه بمنابر سنوات الحرب الباردة لدرجه انه لم يكمل بناء هيكله التنظيمي لحد الان ،لذلك ترك المغرب الاتحاد الأفريقي الى ان وصل مرحلة الأزمة التي باتت تتطلب عودة قوة إقليمية جديدة لتغيير مسار هذا التنظيم الإقليمي من الايديولوجي والسياسي الى مواجهة تحديات النمو الاقتصادي والاجتماعي ،فالمغرب يعود في ظرف دقيق لكون العديد من دول الاتحاد الأفريقي باتت تطلب النموذج المغربي الذي تطور داخل افريقيا وطور مجالات عديدة داخلها رغم غيابه عن مؤسسته الإقليمية الرئيسية ،فالعودة جاءت في ظرفية انهكت فيها الجزاىر وجنوب افريقيا الاتحاد وجمدت مؤسساته في صراعات تخدم سياسات مصلحية خاصة لدولتين ،

المغرب اختار اُسلوب دبلوماسي قوي في طريقة العودة للاتحاد ،

ومن المهم جدا الانتباه الى ان المغرب اختار العودة عبر توجيه خطاب الى اجتماع القمة يتضمن قرارا ملكيا بالعودة ،فالمغرب دولة /أمة موسسة للعمل الجماعي الأفريقي لن تعمد الى تقديم طلب عادي، وإنما الى اعلان قرار العودة، لانه لاشيء يمنع دولة تاريخية موسسة للعمل الجماعي الأفريقي من العودة الى تنظيمها الإقليمي ، لذلك جاء ،الخطاب الملكي يذكر الافارقة بمجموعة من التوابث هي : اولا ،ان المغرب دولة /أمة موسسة لمنظمة الوحدة الافريقية في قمة الدارالبيضاء لسنة 1961 ،فالخطاب الملكي يعود بالذاكرة الافريقية الى التاريخ ليذكر بالآباء المغاربة المؤسسين للعمل الجماعي الأفريقي ودورهم في حركات التحرير الافريقية و يشير ثانيا الى الظروف التي دفعت المغرب للانسحاب من منظمة الوحدة الافريقية نتيجة خرق هذه الاخيرة للشرعية الدولية بقبولها لكيان وهمي ،ويوضح ثالثا للافارقة بالحجة ،ان المغرب رغم انسحابه من التنظيم الأفريقي، فان سياسته الخارجية ظلت تحتل فيها قضايا افريقيا الاولوية العليا ،لذلك يعد المغرب الدولة الأكثر فهمًا واستيعابا لقضايا وتحديات افريقيا والأكثر دفاعا عن افريقيا في المنتظم الدولي الاممي رغم غيابه المؤسساتي عن الاتحاد لمدة تزيد عن ثلاثين سنة،

المغرب يفرض على الاتحاد الافريقي شرط تصحيح اخطاء الماضي ،

لذلك ،يدعو الخطاب الملكي في إشارة واضحة دول الاتحاد الى تصحيح اخطاء الماضي والتزام الحياد في ملف الصحراء الموجود بين يدي مجلس الأمن الدولي ومواكبة المستجدات التي عرفها ملف الصحراء خلال السنوات الماضية اذ سحب جزء كبير من دول الاتحاد اعترافه بالكيان الوهمي ،ولايمكن للاتحاد الأفريقي بعد اعلان المغرب قرار العودة ان يحتفظ بكيان البوليساريو ،فمعركة خروج البوليساريو انطلقت والمغرب قام باختراق دبلوماسي كبير باتباعه هذه الاستراتيجية التدريجية التي تحاصر البوليساريو وتفرغ جميع أطروحاته ،لذلك يمكن توقع ان معركة دبلوماسية جديدة قد بدأت وستكون حاسمة في ملف الصحراء ،

قدرة المغرب على تغيير اجندة عمل الاتحاد الافريقي ،

و سيكون المغرب قادرًا على تغيير اجندة الاتحاد الأفريقي ،لان الاتحاد لحد الان لايملك خبرة غير اُسلوب المواجهة الأيديولوجية والسياسية القديمة ،وعودة المغرب من شانها المساهمة في إكمال هياكل الاتحاد وربطها بالقضايا والتحديات التي تعرفها القارة مثل مخاطر ضعف النمو وانتشار الارهاب وتجارة الأسلحة والهجرة ،فالمغرب سينقل خبرته الامنية ونموذجه التنموي الاقتصادي وسياسته الدينية والاجتماعية الى الدول الافريقية ، وليس الجزاىر ماتقدمه فهي نفسها تحتاج النموذج المغربي في هذه المرحلة الدقيقة خاصة في المجال الديني والاقتصادي والسياسات الاجتماعية ،



الاثنين 18 يوليوز 2016

عناوين أخرى
< >

الجمعة 19 أبريل 2024 - 01:41 كليات القانون فى جامعات المستقبل

الثلاثاء 16 أبريل 2024 - 10:43 محنة المدونة


تعليق جديد
Twitter