MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers



إصدار كتاب الذكاء الجهادي وتفكيك آليات هندسة الإرهاب للباحث المغربي ابراهيم الصافي

     




تناول الكتاب محوريين أساسيين، الأول يتناول المرجعيات النظرية والفكرية للتنظيمات التكفيرية المتطرفة، من خلال طرح لمحة عن التطرف اليميني في الغرب، وبعدها تناول المناهج الفقهية التكفيرية في العالم الإسلامي وأزمة تفسير وفهم النصوص الدينية. وعمل الكتاب على مقاربة إشكالية الإرهاب والتطرف من خلال تجريب إحدى الأطروحات الحديثة في السوسيولوجيا السياسية، وهي أطروحة “التأطيرFraming “، حيث تسعى هذه الأطروحة إلى تحليل آليات التعبئة ودوافع قبول الأفراد الانضمام إلى صفوف الجماعات المتطرفة، وملء المساحات الفارغة التي لم تستطع النظريات والأطروحات المفسرة لظاهرة التطرف والإرهاب معالجتهما، خاصة أن جل هذه الأطروحات النظرية تعالج الفعل الإرهابي؛ من خلال الأسباب والنتائج وتغفل العمليات التي تتشكل داخل التنظيمات ما بين التحضير للأعمال والممارسات الإرهابية والحدث الدموي بعد تنفيذه في إطار هندسة يقف وراءها صناع محترفون يحولون أشخاص عاديين إلى قنابل بشرية.

يحاول هذا المؤلف تعرية وتفكيك بنية “العقل الجهادي” الذي يبرع في هندسة الإرهاب، هذه الظاهرة التي أقلقت وما زالت تقلق الكثير من الدول، وخاصة في المغرب الذي أصبح مهددا قبل أكثر من أي وقت مضى، رغم جهوده وسعيه للقضاء عليه وتجفيف منابعه. الإرهاب والتطرف الذي تقوده التنظيمات الإرهابية يقف ورائه خبراء محترفون؛ “الذكاء الجهادي” وهي تلك القدرة التي أظهر عنها صناع الإرهاب في خلق إطار معبئ، يضفي معنى على تسلسل الجرائم التي تقوم بها، فهي تحافظ على حضورها بشكل مكثف في الفضاء الإعلامي، وذلك بالحفاظ على وتيرة تصاعدية لأعمالها الإرهابية، وفي كل مرة تأتي بطريقة جديدة في تنفيذ جرائم تبهر العالم وتفحم الأفواه. وفي المحور الثاني، يتناول الكتاب آليات المقاومة الفكرية لظاهرة التطرف والإرهاب، حيت نؤكد على أن محاربة هذه الظاهرة بالاعتماد على المقاربة الأمنية والعسكرية لوحدهما لم تحسم في القضاء عليه، بل لا بد أن يتم اعتماد مقاربة جديدة قوامها تفكيك بنية “الذكاء الجهادي” وفهمها، ومناهضة المخالب الفكرية والنظرية التي تدفع الأفراد إلى الانخراط فيه والدفاع عنه، لهذا فلا سبيل إلى مقاومته إلا بمحاربة أسسه الفكرية وتجفيف المنابع المغذية له بآليات فكرية بعيدا عن الوسائل العنيفة. فالإنسان لا يولد إرهابيا ولا متطرفا، بل يغدو كذلك، ولا يبقى إرهابيا ولا متطرفا طوال حياته بل يتطور فكره مع إدماجه في الحياة الاجتماعية والسياسية.



الخميس 19 يناير 2017

تعليق جديد
Twitter