MarocDroit  -  موقع العلوم القانونية
plateforme des décideurs juridiques - Platform of Legal Decision-Makers



أفكار رجولية ملتحية، فتيات انزكان ضحية بقلم النقيب عبد الرحيم الجامعي

     



أفكار رجولية ملتحية، فتيات انزكان ضحية  بقلم النقيب عبد الرحيم الجامعي

هل أعلن رجال مدينة انزكان الهادئة حربهم الضاربة على بناتها و فتياتها ؟ وهل تأسلمت عيونهم وأصبحت ملتحية  قبل ذقونهم؟ وهل أصبحوا يَرَوْن الحرية بداءة، والاناقة سخافة، والجمال اثارة، ؟

وهل كانت كائنات انزكان كلها من الذكور هلعوا وأصابهم الذعر لما رأوْا نسوة تمشين أحسن من مشيتهم وتلبسن أحسن من لباسهم قالوا ما هن منا  لأنهن نساء ؟    

 
انزكان اليوم بسبب بعض ذكورها تعلن اسقاط الدستور ومبادئه وتنتفض ضد الحرية وقواعدها،  لتعلن رجوعا لجاهلية الاستعباد بممارسة التمييز بسبب الجنس واستعمال العنف ضد النساء وجلدهن  بالفصل 483 من القانون الجنائي.


وهذا ما حصل، إذ من  اجل حماية زوق بعض الرجال بأنزكان  والانحياز  لشهواتهم والانتصار لذكوريتهم  احيت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بها  فصلا من القانون الجنائي كان ميتا منذ بادية استقلال المغرب وهو الفصل 483  


فقد امرت بوضع فتاتين بالحراسة النظرية بمخفر الشرطة لمدة ثمان واربعين ساعة ، وأمرت باستنطاقهن واستقدامهن تحت الحراسة ومتابعتهن في نطاق التلبس بسراح مؤقت.  


انتفض الرجال بانزكان ليس بسبب الفقر او التهميش  او غلاء المعيشة او هشاشة البنيات او الفساد الاداري او شطط السلطات او بؤس السياسة أوخشونة المضاربات او تشريد الأطفال او استغلال الخادمات او عدم تنفيذ الاحكام او قلة فعالية اجهزة العدالة وضعفها  ... او ...الخ. ، ولكن بسبب ان أعين بعض الرجال  في اسواق المدينة  و شوارعها وبعضها في مراكز الأمن و بعضها بالنيابة العامة ، والتي  أصبحت بين الفجر والظهر أعيننا ملتحية، مريضة بالكاطاراك وعليها غشاوة  لم تر في فتاتين مسالمتين  إلا عنصر اثارة  وقرر أصحابها بعقلية ذكوريّة الهجوم عليهما لانهما لبسن لباسا بذوقهن لم يعجبهم.     
فماذا باترى لو خرج رجال الأمن ورجال القضاء وأئمة المساجد وفقهاء الشريعة بالشوارع وبالتواطئ وبالاسواق وبالغابات وبمساحات الفسحة وهم  بلباس خفيف يكشف عن سواعدهم وصدورهم وسيقانهم فهل ستنتفض نساء انزكان وهل ستتابع النيابة العامة هؤلاء الرجال السفلة بمقتضيات المادة 483 من القانون الجنائي ؟ 


ما جرى لفتاتين بانزكان بالشارع العام وما تلى ذلك من اعتقال ومتابعة،  منذر بخطر الانقلاب على الحريات ،  ومنذر بتوسيع الاستبداد بالسلطة الأمنية والقضائية،  وما جرى بانزكان  عنوان كبير  لمظاهر الانزلاق نحو التطرّف سيسقط مجتمعنا لا قدر الله في إحصان الفتن باسم الدين وباسم حماية الطقوس .


اللعنة على الفصل 483  من القانون الجنائي، والمغفرة لمن حركه من قبره اليوم بسببه جهله بما سيعقب تطبيقه بانزكان وبباقي تراب المغرب  ضد النساء فقط ، والصبر الجميل للفتيات وكل النساء لأنهن اضحين من اليوم  ضحايا العقد الذكورية .

ان محاكمة انزكان يوم  السادس من يوليوز ستشكل في ذاتها تحرشا ضد النساء، حتى ولو أتوا بهيئة قضائية كلها نساء.

الرباط 26 يوليوز 2015          



السبت 4 يوليوز 2015

تعليق جديد
Twitter